فجاءَ
باللغتينِ جميعًا. وقالوا : آنَ
أَيْنُكَ وإِينُكَ ؛ أى : حيْنُكَ. وقالوا : الآنَ
، فجعلُوهُ اسْمًا
لزمان الحَالِ ، ثم وضَعُوهُ على التوسُّعِ ، فقالوا : أَنَا الآنَ أَفْعَلُ كذا وكذا ، والألف واللامُ فيه زايِدَةٌ ؛
لأَنّ الاسم مَعْرِفَةٌ بِغَيرهما ، وَإِنّما هو مَعْرِفَةٌ بلامٍ أُخرَى مقدَّرةٍ
غَيْرَ هذه الظاهرة. قال ابن جنىٍّ : قولُهُ عَزّ اسمُهُ : (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِ) [البقرة : ٧١] ، الذى يَدُلُّ على أَنّ اللامَ فى الآنَ زَائِدَةٌ ، أَنَّهَا لا تَخْلُو مِن أن تكون للتعريفِ
كَمَا يَظُنُّ مخالفُنا ، أو تكون زائدَةً لغيرِ التعريف ، كَمَا نقولُ نحنُ ،
فالذى يَدُلُّ على أنَّها لغَيرِ التعريف أَنَّا اعتبرنا جميع ما لامُهُ للتعريفِ
، فإذَا إسقاطُ لامِهِ جائزٌ فيه ، وذلكَ نَحْوُ : رَجُلٍ والرجلِ ، وغُلَامٍ
والغلامِ ، ولم يقولوا : افعَلْهُ آنَ
كَمَا قالوا :
افْعَلْهُ الآنَ ، فدل هذا على أَنَّ اللامَ فيهِ ليستْ للتعريف ، بل هى
زائدَةٌ كما تُزَادُ غَيرُهُ من الحُروف ، فإذا ثَبَتَ أَنَّها زائدةٌ ، فقد
وَجَبَ
[١] الرجز بلا نسبة
فى لسان العرب (أنى) ، وتاج العروس (أنى).
[٢] هو لذى الرمَّة
فى ديوانه ص ١٤٨ ، ولسان العرب (غمر) ، وبلا نسبة فى لسان العرب (أنى) ويُروى و «
آونةً » بدل و « آنيةً ». وصدره : *ترى قورها يغرقن في الآل مرّة*.
[٣] البيت للسلمية
فى لسان العرب (أنى) ، وتاج العروس (أنى).
[٤] البيت بلا نسبة
فى لسان العرب (أين) ، وتاج العروس (أين).
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده الجزء : 10 صفحة : 531