responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 531

وهوَ شَريبُ الصِّدْقِ ضَحّاكُ الأُنِىْ [١]

يَقُولُ : فى أَىّ ساعةٍ منَ الليلِ جِئْتُهُ وجَدْتُهُ يَضْحَكُ.

وحكى الفارسىُّ : أَتَيْتُهُ آنِيَةً بعدَ آنِيةٍ ؛ أى : تَارَةً بعدَ تَارَةٍ. هكذا حكاهُ ، وأُرَاهُ بَنَى مِنَ الإنَى فَاعِلَةً. وَرَوَى :

*وَآنِيةً يَخْرُجْنَ مِن غَامرٍ ضَحْل* [٢]

والمعروفُ آوِنَةً. وقال عُروَةُ فى وَصِيَّتِهِ لبَنِيْهِ : « يا بَنىَّ إذَا رأَيتُم خَلَّةً رَائِعَةً مِن رجلٍ فَلا تَقْطَعُوا أنَاتكُم مِنهُ ، وإن كان عند الناسِ رجُلَ سَوْءٍ » ؛ أى : رجَاءَكُم. وقولُ السُّلَمِيَّة أنشدُهُ يعقُوبُ :

عنِ الأمرِ الّذِى يُؤْنيكَ عنهُ

وعن أهلِ النصيحَةِ وَالوِدَادِ[٣]

قالَ : أرادَ : يُنْئِيكَ ، مِنَ النأْىِ ، وهو البُعدُ ، فَقُدِّمَتِ الهمزةُ قبلَ النونِ.

مقلوبه : أ ي ن

* آنَ الشىءُ أَيْنًا : حانَ ، لُغَةٌ فى أَنَى ، وليس بمَقلُوبٍ عَنهُ ؛ لوجود المصدَر. وقالَ :

ألَمَّا يَئِنْ لى أَنْ تُجَلَّى عَمَايَتى

وأُقْصِرُ عن لَيْلَى؟ بَلَى قد أَنَى لِيَا[٤]

فجاءَ باللغتينِ جميعًا. وقالوا : آنَ أَيْنُكَ وإِينُكَ ؛ أى : حيْنُكَ. وقالوا : الآنَ ، فجعلُوهُ اسْمًا لزمان الحَالِ ، ثم وضَعُوهُ على التوسُّعِ ، فقالوا : أَنَا الآنَ أَفْعَلُ كذا وكذا ، والألف واللامُ فيه زايِدَةٌ ؛ لأَنّ الاسم مَعْرِفَةٌ بِغَيرهما ، وَإِنّما هو مَعْرِفَةٌ بلامٍ أُخرَى مقدَّرةٍ غَيْرَ هذه الظاهرة. قال ابن جنىٍّ : قولُهُ عَزّ اسمُهُ : (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِ) [البقرة : ٧١] ، الذى يَدُلُّ على أَنّ اللامَ فى الآنَ زَائِدَةٌ ، أَنَّهَا لا تَخْلُو مِن أن تكون للتعريفِ كَمَا يَظُنُّ مخالفُنا ، أو تكون زائدَةً لغيرِ التعريف ، كَمَا نقولُ نحنُ ، فالذى يَدُلُّ على أنَّها لغَيرِ التعريف أَنَّا اعتبرنا جميع ما لامُهُ للتعريفِ ، فإذَا إسقاطُ لامِهِ جائزٌ فيه ، وذلكَ نَحْوُ : رَجُلٍ والرجلِ ، وغُلَامٍ والغلامِ ، ولم يقولوا : افعَلْهُ آنَ كَمَا قالوا : افْعَلْهُ الآنَ ، فدل هذا على أَنَّ اللامَ فيهِ ليستْ للتعريف ، بل هى زائدَةٌ كما تُزَادُ غَيرُهُ من الحُروف ، فإذا ثَبَتَ أَنَّها زائدةٌ ، فقد وَجَبَ


[١] الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (أنى) ، وتاج العروس (أنى).

[٢] هو لذى الرمَّة فى ديوانه ص ١٤٨ ، ولسان العرب (غمر) ، وبلا نسبة فى لسان العرب (أنى) ويُروى و « آونةً » بدل و « آنيةً ». وصدره : *ترى قورها يغرقن في الآل مرّة*.

[٣] البيت للسلمية فى لسان العرب (أنى) ، وتاج العروس (أنى).

[٤] البيت بلا نسبة فى لسان العرب (أين) ، وتاج العروس (أين).

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 531
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست