responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 493

وقد آمنه وأَمَّنَهُ وقرأ بعضهم لَسْتَ مُؤَمَّنًا [النساء : ٩٤] أى لا نُؤَمّنُكَ.

* والمأمن : موضع الأمْنِ ، والآمِنُ : المستجير ليأمن على نفسه ، عن ابن الأعرابى ، وأنشد :

فَأَحسِبُوا لا أَمْنَ مِنْ صِدْقٍ وَبِرْ

وسَحِ أَيْمانٍ قَليلاتِ الأَشرُ[١]

أى : لا إجارة ، أَحْسِبُوه : أعطوه ما يكفيه.

* والأمانة والأَمَنَة : نقيض الخيانة ؛ لأنه يؤمن أذاه.

وقد أَمِنَه وأَمَّنَه وائتمنه ، واتّمنَه ، عن ثعلب وهى نادرة.

وعذر من قال ذلك ؛ أن لفظ هذا إذا لم يدغم يصير إلى صورة ما أصله حرف لين ، وذلك قولهم فى افتعل من الأكل ائتكل ومن الإزرة ائتزر فأشبه حينئذ ايتعد فى لغة من لم يبدل الفاء تاء فقال : اتَّمَنَ ، لقول غيره : ايتمن ، وأجود اللغتين إقرار الهمز كأن يقول : ائتمن ، وقد تقدم مثل هذا فى قولهم : اتَّهل ، واستأمنه كذلك. وقد أَمُن أمانَةً.

ورجل أمين وأُمَّانٌ : مأمون به ثقة ، قال الأعشى :

ولقد شَهِدتُ التَّاجِرَ الْ

أُمَّانَ مَوْرُودًا شَرَابُهْ[٢]

وقيل : هو ذو الدين والفضل.

* وما أحسن أَمَنَك وأَمْنَكَ أى : دينك وخُلُقك.

* وآمن بالشىء : صدَّق ، وأَمِنَ : كَذِبَ مَنْ أخبره.

وحدَّ الزجاج الإيمان فقال : الإيمان إظهار الخضوع والقبول للشريعة ولما أتى به النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واعتقاده وتصديقه بالقلب ، ومن كان على هذه الصفة فهو مؤمن مسلم غير مرتاب ولا شاكٍّ ، وهو الذى يرى أن أداء الفرائض واجب عليه لا يدخله فى ذلك ريب ، وفى التنزيل : (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا) [يوسف : ١٧] أى : بمصدق. وقوله : (فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات : ٣٥] قال ثعلب : المؤمن بالقلب والمسلم باللسان ، وقال الزجاج : صفة المؤمن بالله أن يكون راجيًا ثوابه خاشيًا عقابه ، وقوله : (وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) [التوبة : ٦١] قال ثعلب : يُصَدّق المؤمنين ، وأدخل اللام للإضافة ، فأما قول بعضهم : لا


[١] الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (أمن).

[٢]البيت للأعشى فى ديوانه ص ٣٣٩ ، ولسان العرب ٤ / ٨٩ (تجر) ، (أمن) ، ومقاييس اللغة ١ / ١٣٤ ، وتاج العروس (تجر) (أمن) والمخصص ١٥ / ٨٩.

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 493
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست