responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 486

وقيل : الأفانى شىء ينبت كأنه حَمْصَةٌ يُشَبَّهُ بفراخ القطا حين يُشَوِّكُ ، تبدأُ بقلة ثم تصير شجرة خضراء غبراء ، قال النابغة فى وصف حَمِيرٍ :

تَوَالِبُ يَرْفَعُ الأذناب عَنْها

شَرَى أَسْتَاهِهِنَّ مِنَ الأَفَانِى[١]

وزاد أبو المكارم أن الصبيان يجعلونها كالخواتم فى أيديهم وأنها إذا يبست وابيضت شوَّكتْ ، وشوكُها الحَماطُ ، وهو لا يقع فى شراب إلا رِيْحَ من يشربه ، وقال أبو السَّمْحِ : هى من الجنْبَةِ شجيرة صغيرة مجتمع ورقها كالكُبَّة ، وغُبَيْراء مَليسٌ ورقها وعيدانها شبه الزَّغَبِ ، لها شُوَيك لا تكاد تَستَبِينُهُ ، فإذا وقع على جلد الإنسان وجده كأنه حريق نار ، وربما شَرِىَ منه الجلدُ ، وسال منه الدمُ.

النون والباء والهمزة

ن ب أ

* النَّبَأُ : الخبر ، والجمع أنباءٌ ، وقوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) [النبأ : ١ ، ٢] قيل : عن القرآن ، وقيل : عن البعث ، وقيل : عن أمره صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقد أنبأه إياه ، وبه ، وكذلك نَبَّأَه متعدّية بحرف وغير حرف.

وحكى سيبويه : أنا أُنْبُؤُكَ على الإتْباع. وقوله :

*إلى هِنْدٍ مَتَى مَا تُسْأَلِىْ تُنْبَىْ* [٢]

أبدل همزةَ « تُنْبَى » إبدالاً صحيحًا حتى صارت الهمزة حرف علة ؛ فقوله (تُنْبَى) كقوله : تُقْضَى ، وهكذا رأيت هذا البيت وهو لا محالة ناقص.

* واستنبأَ النبأَ : بحث عنه ، ونابأْتُ الرجلَ أنبأْتُه وأنبأَنِى ؛ قال ذو الرمة :

زُرْقُ العُيُونِ إذَا جَاوَرْتَهُم سَرَقُوا

مَا يَسْرِقُ العَبْدُ أَوْ نَابَأْتَهُم كَذَبُوا[٣]

* والنَّبِىْءُ : المُخْبِرُ عن الله ـ عزوجل ـ مكية ، قال سيبويه : الهمز فيه لغة رديئة ؛ يعنى : لقلة استعمالها ؛ لأن القياس يمنع من ذلك ، ألا ترى إلى قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد قيل له يا نَبِىْءَ الله فقال : « لستُ بِنَبِىْءِ الله ولكن نَبِىُ الله » [٤].

وذلك أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنكر الهمز فى اسمه فرده على قائله ؛ لأنه لم يدر بم سماه ، فأشفق أن


[١] البيت للنابغة فى ملحق ديوانه ص ٢٥١ ، ولسان العرب (أفن) ، (فنى).

[٢] الشطر بلا نسبة فى لسان العرب (نبأ) ، بلفظ (تَسَلِى) بدلاً من « تسألى ».

[٣]البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٥٧١ ، ولسان العرب (نبأ) ، وتهذيب اللغة ١٥ / ٤٨٨ ، وتاج العروس (نبأ).

[٤]منكر لم يصح ، أخرجه الحاكم (٢ / ٢٣١) ، وصححه ، ورده الذهبى بقوله : « بل منكر لم يصح ».

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 486
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست