اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده الجزء : 10 صفحة : 473
قال سيبويه :
قالوا مِنَ الله ومِنَ
الرسول ومِنَ المؤمنين فتحوا ؛ لأنها لما كثرت فى كلامهم ولم تكن
فعلاً وكان الفتح أخف عليهم فتحوا وشبهوها بِأَيْنَ وكَيْفَ ، يعنى : أنه قد كان
حكمها أن تُكسَّر ؛ لالتقاء الساكنين ، قال : لكن فتحوا لما ذُكِرَ ، قال : وزعموا
أن ناسًا من العرب يقولون مِنِ
الله فيكسرونه
ويُجرونه على القياس يعنى أن الأصل : [ ] كل ذلك أن يُكسَّر لالتقاء الساكنين ،
قال : وقد اختلفت العرب فى مِنْ
إذا كان بعدها ألف وصل
غير ألف اللام فكسره قوم على القياس ، وهى أكثر فى كلامهم ، وهى الجيدة ، ولم
يكسِّروا فى ألف اللام ؛ لأنها مع ألف اللام أكثر ؛ إذ الألف واللام كثيرة فى
الكلام ، وتدخل فى كل اسم نكرة ففتحوا استخفافًا فصار مِنَ الله بمنزلة الشاذ ، وذلك قولك : مِنِ ابنك ومِنِ
امرئٍ ، قال : وقد فتح
قوم فصحاءُ فقالوا : مِنَ
ابنكَ فأجروها مُجرى
قولك : مِنَ المسلمين ، قال أبو إسحاق : ويجوز حذف النون من « مِنْ » ، و « عَنْ » لالتقاء الساكنين وحذفها من « مِنْ »
أكثر من حذفها من « عن » ؛ لأن دخول « مِنْ » فى الكلام أكثر من دخول « عن » وأنشد
: