responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 401

بالهَمْزِ ـ فأصلُهُ أَوَاوِلُ ، ولكن لمَّا اكتنَفتِ الألِفَ وَاوَانِ وَوَلِيَتِ الآخِرَةُ منهما الطَرَفَ فَضَعُفَتْ ، وَكَانَتِ الكلمةُ جَمْعًا ـ والجمعُ مُسْتَثْقَلٌ ـ قُلِبَتِ الأخِيرةُ مِنهُمَا همزةً ، وقَلَبُوهُ فقالوُا : الأَوَالِى ، أنشَدَ يَعْقُوبُ لِذِى الرُّمَّةِ :

تَكَادُ أَوَالِيها تُفَرِّى جُلُودَهَا

وَيَكْتَحِلُ التَّالى بمُورٍ وَحَاصِبِ[١]

أرادَ أَوَائِلَها ، والجمعُ الأُوَلُ.

ولَقِيتُه عامًا أَوَّلَ : جَرَى مَجْرَى الاسمِ فجاءَ بغَيْرِ أَلِفٍ وَلامٍ ، وحكى ابنُ الأَعْرابىِّ : لَقِيتُه عامَ الأَوَّلِ بإضافَةِ العامِ إلى الأَوَّلِ ، ومنه قولُ أبى العارِمِ الكِلابِىِّ يذْكُرُ بَنيهِ وامرَأَتَهُ : فأبْكُلُ لهم بَكِيلَةً فَأَكَلُوا ورَمَوا بأنفسِهم فكأنَّما ماتُوا عامَ الأَوَّلِ. وحكى اللِّحْيانىُّ : أَتَيْتُكَ عامَ الأَوَّلِ ، والعامَ الأَوَّلَ ، ومَضَى عامُ الأَوَّلِ ؛ على إِضافةِ الشىءِ إلى نفسه ، والعامُ الأَوَّلُ ، وعامٌ أَوَّلٌ ـ مَصْرُوفٌ ـ وعامُ أوَّلَ ؛ وهو من إضافةِ الشىءِ إلى نفسهِ أيضًا. وحَكَى سيْبَوَيهِ : ما لَقِيتُهُ مُذْ عامٌ أَوَّلَ ، نَصَبَهُ على الظَّرْفِ أرادَ : مُذْ عامٌ وقعَ أوَّلَ ، وقولُه :

يا لَيْتَها كانَتْ لأَهْلى إِبِلَا

أَوْ هُزِلَتْ فى جَدْبِ عامٍ أَوَّلا[٢]

يكُونُ على الوَصْفِ وعلى الظَّرْفِ كما قال تعالى : (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) [الأنفال : ٤٢] قالَ سيبَوَيْهِ : وإذا قُلتَ : عامٌ أوَّلُ ، فإنما جازَ هذا الكلامُ لأنَّكَ تَعْلَمُ أنكَ تعنى العامَ الذى يليهِ عامُك ؛ كما أنَّك إذا قُلْتَ : أوَّلَ من أَمْسِ وبَعْدَ غدٍ ، فإنما تَعْنِى به الذى يليهِ أمسِ والذى يليهِ غَدٌ ، وأمَّا قولُهم : ابدَأْ بهِ أَوَّلُ ـ فإنما يريدون أوَّلَ من كذا ، ولكنه حُذِفَ لكَثرته فى كَلَامِهم ، وبُنِىَ على الحَرَكَةِ لأنه من المُتَمَكِّنِ الذى جُعِلَ فى موضِعٍ بمنزلةِ غيرِ المُتَمَكِّنِ ، قال : وقالوا : ادخُلُوا الأوَّلَ فالأَوَّلَ ، وهى من المَعَارفِ الموضُوعَةِ موضِعَ الحالِ ، وهو شاذٌّ ، والرَّفْعُ جائزٌ على المعنى ، أى : ليَدخُلِ الأوَّلُ فالأوَّلُ ، وحكى عن الخليلِ : ما تَرَكَ لهُ أوَّلاً ولا آخِرًا ، أى : قَدِيمًا ولا حَديثًا ؛ جعلَهُ اسمًا فنكَّرَ وصَرَّفَ.

وحكى ثَعْلَبٌ : هُنَّ الأَوَّلاتُ دُخُولاً والآخِراتُ خُرُوجًا ، واحدتُها الأَوَّلَةُ والآخِرَةُ ، ثم قال : لَيْسَ هذا أَصْلَ البابِ ، وإنَّما أصلُ البابِ : الأوَّلُ والأُوْلَى كالأَطْوَلِ والطُّوْلَى ، وحكى اللِّحيَانىُّ : أمّا أُوْلَى بأُوْلَى فإنى أَحمَدُ اللهَ لم يَزِدْ على ذلِكَ ، وأَوَّلُ مَعْرِفَةٌ : الأَحَدُ فى


[١]البيت لذى الرمة فى ملحق ديوانه ص ١٨٤٨. ولسان العرب (وأل) ؛ وبلا نسبة فى الدر ٦ / ٢١٣.

[٢]الرجز لأبى النجم العجلى فى شرح شواهد الإيضاح ص ٣٥١ ، ٤١٨ ، وبلا نسبة فى خزانة الأدب ١٠ / ٢٣٤ ، لسان العرب (وأل) والمخصص ١٦ / ٨٦.

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 401
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست