responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 275

والزَّاىَ والرَّا أَيَّما تَهْلِيلِ [١]

فإِنَّما أَرادَ : والرَّاءَ ، مَمْدُودَة ، فلَمْ يُمْكِنْه ، وذلِكَ لِئَلّا يَنْكَسِرَ الوَزْنُ ، فحَذَفَ الهَمْزَة من الرّاءِ ، وكانَ أَصْلُ هذا :

*والزَّاىَ والرّاءَ أَيَّما تَهْلِيلِ*

فلمّا اتَّفَقَتِ الحَرَكَتانِ حُذِفَتِ الأُولَى من الهَمْزَتَيْنِ.

* ورَيَّيْتُ راءً : عَمِلْتُها.

وأَمّا أَبُو عَلِىٍّ فقالَ : أَلِفُ الرّاءِ وأَخَواتِها مُنْقَلِبَةٌ عن واوٍ ، والهَمْزَةُ بعدَها فى حُكْمِ ما انْقَلَبَ عن ياءٍ ، لتَكُونَ الكَلِمَةُ بعدَ التَّكْمِلَة والصَّنْعَةِ الإعْرابِيَّةِ من بابِ شَوَيْتُ وطَوَيْتُ ، وحَوَيْتُ.

قالَ ابنُ جِنِّى : فقُلْتُ لَه : أَلَسْنَا قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ الأَلِفَ فى الرّاءِ هى الأَلِفُ فى « با » و « يا » و « تا » و « ثا » إِذا تُهُجِّيَتْ؟ وأَنْتَ تَقُولُ : إِنَّ تِلْكَ الأَلِفَ غيرُ مُنْقَلِبَةٍ من ياءٍ أَو واوٍ ؛ لأَنَّها بمَنْزِلَةِ أَلِف « ما » و « لا ».

فقالَ : لمّا نُقِلَتْ إِلى الاسْمِيَّةِ دَخَلَها الحُكْمُ الَّذِى يَدْخُلُ الأَسْماءَ من الانْقِلابِ والتَّصَرُّفِ ، أَلا تَرَى أَنّا إِذا سَمَّيْنا رَجُلاً ب « ضَرَبَ » أَعْرَبْناهُ ؛ لأَنَّه قَدْ صارَ فِى حَيِّزِ ما يَدْخُلُه الإعْرابُ.

وهو الأَسْماءُ ، وإِنْ كُنّا نَعْلَمُ أَنَّه قَبْلَ أَنْ يُسَمَّى به لا يُعْرَبُ ، لأَنَّه فِعْلٌ ماضٍ ، ولم تَمْنَعْنَا مَعْرِفَتُنا بذلِكَ من أَنْ نَقْضِىَ عليه بحُكْمِ ما صارَ منه وإِليه ، فكَذلِكَ أَيضًا لا يَمْنَعُنا عِلْمُنا بأَنَّ أَلِفَ « رَا ، بَا ، تَا ، ثا » غيرُ مُنْقَلِبَةٍ ما دامَتْ حُرُوفَ هِجاءٍ من أَنْ نَقْضِىَ عَلَيْها إِذا زِدْنا عَلَيْها أَلِفًا أُخْرَى ، ثم هَمَزْنا تِلكَ المَزِيدَةَ بأَنَّها الآنَ مُنْقَلِبَةٌ عن واوٍ ، وأَنَّ الهَمْزَةَ مُنْقَلِبَةٌ عن الياءِ إِذا صارَتْ إلى حُكْمِ الاسْمِيَّةِ الَّتِى تَقْضِى عَلَيْها بهذا ونحوِه.

ويُؤَكِّدُ عندكَ أَنَّه لا يَجُوزُ وَزْنُ رَا ، بَا ، تَا ، ثَا ، حا ، خا ، ونَحْوِها ما دامَتْ مَقْصُورَةً ، مُتَهَجّاةً. فإِذا قُلْتَ : هذِه راءٌ حَسَنَةٌ ، ونَظَرْتُ إِلى هاءٍ مَشْقُوقَةٍ ، جازَ أَنْ تُمَثِّلَ ذلِك ، فتَقُولَ : وَزْنُه « فَعَلٌ » كما تَقُولُ ـ فى داءٍ ، وماءٍ ، وشاءٍ ـ : إِنَّه فَعَلٌ.

قالَ : فقالَ لأَبِى عَلِىٍّ بعضُ حاضِرِى المَجْلِس : أَفَتَجْمَعُ على الكَلِمَةِ إِعْلالَ العَيْنِ واللَّامِ؟

فقالَ : قد جاءَ من ذلِكَ أَحْرُفٌ صالِحةٌ ، فيكونُ هذا منها ، ومَحْمُولاً عليها.

* ورايَةُ : مَكانٌ. قالَ قَيْسُ بنُ عَيْزارَةَ :


[١] الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (قلز) ، (هلل) ، (زيا) ؛ وتاج العروس (قلز) ، (هلل).

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست