responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفروق اللغويه للعسكري المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 117
الْبَاب السَّادِس
فِي الْفرق بَين الْقَدِيم والعتيق والقباقي والدائم وَمَا يجْرِي مَعَ ذَلِك
الْفرق بَين الْقَدِيم والعتيق
أَن الْعَتِيق هُوَ الَّذِي يدْرك حَدِيث جنسه فَيكون بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ عتيقا أَو يكون شَيْئا يطول مكنه وَيبقى أَكثر مِمَّا يبْقى أَمْثَاله مَعَ تَأْثِيرا الزَّمَان فِيهِ فيسمى عتيقا وَلِهَذَا لَا يُقَال إِن السَّمَاء عتيقه وَإِن طَال مكثها لِأَن الزَّمَان لَا يُؤثر فِيهَا وَلَا يُوجد من جِنْسهَا مَا تكون بالنسة إِلَيْهِ عتيقا وَيدل على ذَلِك أَيْضا أَن الأشيئاء تخْتَلف فَيعتق بَعْضهَا قبل بعض على حسب سرعَة تغيره وبطئه والقائم مَا لم يزل مَوْجُودا والقدم لَا يُسْتَفَاد وَالْعِتْق يُسْتَفَاد أَلا ترى أَنه لَا يُقَال سأقدم هَذَا الْمَتَاع كَمَا تَقول سأعتقه ويتوسع فِي الْقدَم فَيُقَال دُخُول زيد الدَّار أقدم من دُخُول عَمْرو وَلَا يُقَال أعتق مِنْهُ فالعتق فِي هَذَا على أَصله لم يتوصع فِيهِ

الْفرق بَين الْمَوْجُود والكائن
أَن الْمَوْجُود من صَحَّ لَهُ تَأْثِيرا فتأثير القديمت صِحَة الْفِعْل مِنْهُ وتأثير الْجِسْم شغله للحيز وتأثير الْعرض تَغْيِيره للسجسم وَصفَة الْمَوْجُود من الْوُجُود على التَّقْدِير وَكَذَلِكَ صفة الْقَدِيم من الْقدَم وَصفه الْحَارِث من الجدوث وَإِنَّمَا جرت الصِّفَات على الْبَيَان بِأَصْل رَجَعَ إِلَيْهِ مَا مُحَقّق وَإِمَّا مُقَدّر وَقد يكون الْكَلَام الْمُقدر أبلغ مِنْهُ بالمحقق أَلا ترى أَن قَول أمرى الْقَيْس من الطَّوِيل
(بِمُجَرَّد قيد الأوابد هيكل)
أبلغ من مَانع الأوباد وَهُوَ مُقَدّر تَقْدِير الْمَانِع والكائن على أَرْبَعَة أوجه أَحدهَا بِمَعْنى الْمَوْجُود وَيصِح ذَلِك فِي الْقَدِيم كَمَا يَصح فِي الْمُحدث وَالنَّاس يَقُولَن إِن الله يزل كَائِنا وَالثَّانِي بِمَعْنى وجود الصنع وَالتَّدْبِير

اسم الکتاب : الفروق اللغويه للعسكري المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست