اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 244
المعارف ، والذي يدلّ على ؛ أنّ الضّمائر أعرف المعارف ، أنّها لا تفتقر
إلى أن توصف كغيرها من المعارف ، وهو قول سيبويه. وذهب بعضهم إلى أنّ الاسم المبهم
أعرف المعارف ، ثمّ المضمر ، ثمّ العلم ، ثمّ ما فيه الألف واللّام ؛ وهو قول أبي
بكر ابن السّرّاج [١]. وذهب آخرون إلى أنّ أعرف المعارف الاسم العلم ، لأنّه
في أوّل وضعه ، لا يكون له مشارك / به / [٢] ، ثمّ المضمر ، ثم المبهم ، ثم ما عرّف بالألف واللّام
؛ وهو قول أبي سعيد السّيرافيّ [٣]. فأمّا ما عرّف بالإضافة ؛ فتعريفه بحسب ما يضاف إليه
من المضمر ، والعلم ، والمبهم ، وما فيه الألف واللّام على اختلاف الأقوال.
[علّة بناء الأسماء المضمرة والمبهمة]
فإن قيل : فلم
بني الاسم المضمر والمبهم دون سائر المعارف؟ قيل : أمّا المضمر فإنّما بني ؛ لأنّه
أشبه الحرف ؛ لأنّه جعل دليلا على المظهر ، فإذا جعل علامة على غيره ، أشبه تاء
التّأنيث / وإذا أشبه تاء التّأنيث / [٤] ، فقد أشبه الحرف ، وإذا أشبه الحرف ، فيجب أن يكون
مبنيّا. وأمّا المبهم ؛ وهو اسم الإشارة ، فإنّما بني ؛ لتضمّنه معنى حرف الإشارة.
[حرف الإشارة مضمر غير منطوق به]
فإن قيل : أين
حرف الإشارة؟ قيل : حرف الإشارة وإن لم ينطقوا به ، إلّا أنّ القياس كان يقتضي أن
يوضع له حرف كغيره من المعاني كالاستفهام ، والشّرط ، والنّفي ، والنّهي ،
والتّمنّي ، والتّرجّي ، والعطف ، والنّداء ، والاستثناء ، إلى غير ذلك ، إلّا
أنّهم / لمّا / [٥] لم ينطقوا به ، وضمّنوا معناه اسم الإشارة ، وإن لم
ينطق [٦] به ؛ وجب أن يكون مبنيّا ؛ فاعرفه تصب ، إن شاء الله تعالى.