responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 217

الباب السّادس والأربعون

باب البدل

[الغرض في البدل]

إن قال قائل : ما الغرض في البدل؟ قيل : الإيضاح ورفع الالتباس ، وإزالة التّوسّع والمجاز.

[أضرب البدل]

فإن قيل : فعلى كم ضربا البدل؟ قيل : على أربعة أضرب ؛ بدل الكلّ من الكلّ ، وبدل البعض من الكلّ ، وبدل الاشتمال ، وبدل الغلط. فأمّا بدل الكلّ من الكلّ ؛ فكقولك [١] : «جاءني أخوك زيد ، ورأيت أخاك زيدا ، ومررت بأخيك زيد» قال الله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)[٢] ؛ وبدل البعض من الكلّ ؛ كقولك : «جاءني بنو فلان ناس منهم» ولا بدّ أن يكون فيه ضمير يعلّقه بالمبدل منه ؛ قال الله تعالى : (وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)[٣]. وأما قوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)[٤] ف «من استطاع» بدل من «النّاس» وتقديره : «من استطاع سبيلا منهم» فحذف الضّمير للعلم به. وأمّا بدل الاشتمال ؛ فنحو قولك : «سلب زيد ثوبه ، ويعجبني عمرو عقله» ولا بدّ فيه ـ أيضا ـ من ضمير يعلّقه بالمبدل منه ؛ قال الله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ)[٥]. فقوله : «قتال فيه» بدل من الشّهر ، والضّمير فيه عائد إلى الشّهر ، فأمّا قول الشّاعر [٦] : [الطّويل]

لقد كان في حول ثواء ثويته

تقضّى لبانات ويسأم سائم [٧]


[١] في (ط) فقولك.

[٢] س : ١ (الفاتحة ، ٤ ـ ٥ ، مك).

[٣] س : ٢ (البقرة ، ن : ١٢٦ ، مد).

[٤] س : ٣ (آل عمران ، ن : ٩٧ ، مد).

[٥] س : ٢ (البقرة ، ن : ٢١٧ ، مد).

[٦] لم ينسب إلى قائل معيّن.

[٧] المفردات الغريبة : الثّواء : طول المقام ، أو الإقامة. اللّبانات : جمع «لبانة» وهي الحاجة النّفسيّة. وللبيت رواية أخرى : «تقضّي لبانات ويسأم سائم»

اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست