responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 203

الباب الحادي والأربعون

باب القسم

[علّة حذف فعل القسم]

إن قال قائل : لم حذف فعل القسم؟ قيل : إنّما حذف فعل القسم لكثرة الاستعمال.

[الباء هي الأصل في حروف القسم وعلّة ذلك]

فإن قيل : فلم قلتم : إنّ الأصل في حروف القسم الباء دون غيرها ، يعني الواو والتّاء؟ قيل : لأنّ فعل القسم المحذوف فعل لازم ، ألا ترى أنّ التّقدير في قولك : «بالله لأفعلنّ : أقسم بالله ، أو أحلف بالله» والحرف المعدّي من هذه الأحرف هو «الباء» ؛ لأنّ «الباء» هو الحرف الذي يقتضيه الفعل ، وإنّما كان «الباء» دون غيره [١] من الحروف المعدّية ؛ لأنّ «الباء» معناها الإلصاق ؛ فكانت أولى من غيرها ؛ ليتّصل فعل القسم بالمقسم به مع تعديته [٢] ، والذي يدلّ على أنّها هي الأصل ، أنّها تدخل على المضمر والمظهر ، و «الواو» تدخل على المظهر دون المضمر ، والتّاء تختصّ باسم الله ـ تعالى ـ دون غيره ، فلمّا دخلت الباء على المظهر والمضمر ، واختصّت الواو بالمظهر ، والتّاء باسم الله تعالى ؛ دلّ على أنّ الباء هي الأصل.

[علّة جعلهم الواو بدلا من الباء]

فإن قيل : فلم جعلوا الواو دون غيرها بدلا من الباء؟ قيل : لوجهين :

أحدهما : أنّ الواو تقتضي الجمع ، كما أنّ الباء تقتضي الإلصاق ، فلمّا تقاربا في المعنى ؛ أقيمت مقامها.

والثّاني : أنّ الواو مخرجها من الشّفتين ، (كما أنّ الباء مخرجها من الشّفتين) [٣] ، فلمّا تقاربا في المخرج ، كانت أولى من غيرها.


[١] في (ط) غيرها.

[٢] في (س) تعديه.

[٣] سقطت من (س).

اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست