اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 163
الباب الحادي والثّلاثون
باب ما ينصب به في الاستثناء
[علّة إعمال أفعال الاستثناء النّصب]
إن قال قائل :
لم عملت [١] : «ما خلا ، وما عدا ، وليس ، ولا يكون» النّصب؟ قيل :
لأنّها أفعال ، أمّا «ما خلا ، وما عدا» فهما فعلان ؛ لأنّ «ما» إذا دخلت عليهما ،
كانا معها [٢] بمنزلة المصدر ، وإذا كانا / معها / [٣] بمنزلة المصدر ، انتفت عنهما الحرفيّة ، ووجبت لهما
الفعليّة ، وكان فيهما ضمير الفاعل ، فكان ما بعدهما منصوبا ، وحكي عن بعض العرب ،
أنّه كان يجرّ بهما إذا لم يكن معهما «ما» فيجريهما مجرى «خلا» ؛ لأنّ «خلا» تارة
تكون فعلا ، فيكون ما بعدها منصوبا ، وتارة تكون حرفا ، فيكون ما بعدها مجرورا ؛
وأمّا سيبويه ، فلم يذكر بعد «عدا» إلّا النّصب لا غير. وأمّا «ليس ، ولا يكون»
فإنّما وجب أن يكون ما بعدهما منصوبا ؛ لأنّه خبر لهما ؛ لأنّ التّقدير في قولك : «جاءني
القوم ليس زيدا ، ولا يكون عمرا» / أي / [٤] : «ليس بعضهم زيدا ، ولا يكون بعضهم عمرا» ف «بعضهم»
الاسم ، وما بعده الخبر ؛ وخبر «ليس ولا [٥] يكون» منصوب [٦] كما لو لم يكونا في / باب / [٧] الاستثناء.
[علّة لزوم ليس ولا يكون صيغة واحدة بعد الاستثناء]
فإن قيل : فلم
لزما [٨] لفظا واحدا في التّثنية والجمع والتّأنيث؟ قيل : لأنّهما لمّا استعملا في
الاستثناء ، قاما مقام «إلّا» و «إلّا» لا يغيّر لفظه ، فكذلك ما قام مقامه ؛
ليدلّوا على أنّه قائم مقامه.