اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 147
الباب السّادس والعشرون
باب المفعول له
[عامل النّصب في المفعول له]
إن قال قائل :
ما العامل في المفعول له النّصب؟ قيل : العامل في المفعول له ، الفعل الذي قبله ؛
نحو : «جئتك طمعا في برّك ، وقصدتك ابتغاء [١] معروفك» وكان الأصل فيه : «جئتك للطّمع [٢] في برّك ، وقصدتك للابتغاء في معروفك» [٣] ، إلّا أنّه حذف اللّام ، فاتّصل الفعل به ، فنصبه.
[علّة تعدّي الفعل اللّازم إلى المفعول له]
فإن قيل : فلم
تعدّى إليه الفعل اللّازم كالمتعدّي؟ قيل : لأنّ العاقل لمّا كان لا يفعل شيئا
إلّا لعلّة ؛ وهي [٤] علّة للفعل ، وعذر لوقوعه ؛ كان في الفعل دلالة عليه ،
فلمّا كان / فيه / [٥] دلالة عليه ؛ تعدّى إليه.
[جواز كون المفعول له معرفة أو نكرة]
فإن قيل : فهل
يجوز أن يكون معرفة ونكرة؟ قيل : نعم ، يجوز أن يكون معرفة ونكرة ؛ والدّليل على
ذلك ، قوله تعالى : (وَمَثَلُ الَّذِينَ
يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ
أَنْفُسِهِمْ)[٦] ، ف «ابتغاء مرضاة الله» معرفة بالإضافة ، و «تثبيتا»
نكرة ؛ قال الشّاعر [٧] : [الطّويل]
[٧]الشّاعر هو :
حاتم بن عبد الله الطّائيّ ، أبو عديّ ، فارس جاهليّ ، ومضرب المثل في الجود
والكرم ، أدرك ابناه الإسلام ، وأسلما. مات سنة ٤٦ ق. ه. تجريد الأغاني ٥ / ١٩٠١ ـ
١٩٠٧.
[٨]المفردات الغريبة
: عوراء الكريم : الكلمة القبيحة ، أو السّقطة التي تبدر من الكريم
اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 147