اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 112
الباب السّابع عشر
باب كان وأخواتها
[كان وأخواتها أفعال وأدلّة ذلك]
إن قال قائل :
أيّ شيء كان وأخواتها من الكلم؟ قيل : أفعال ، وذهب بعض النّحويّين إلى أنّها حروف
وليست أفعالا ، لأنّها لا تدلّ على المصدر ، ولو كانت أفعالا ؛ لكان ينبغي أن تدلّ
على المصدر ، ولمّا كانت لا تدلّ على المصدر ، دلّ على أنّها حروف [١] ؛ والصّحيح أنّها أفعال ، وهو مذهب الأكثرين والدّليل
على ذلك من ثلاثة أوجه :
الوجه الأوّل :
أنّها تلحقها تاء الضّمير وألفه وواوه ؛ نحو : كنت ، وكانا ، وكانوا [٢] ، كما تقول : قمت ، وقاما ، وقاموا ، وما أشبه ذلك.
والوجه الثّاني
: أنّها تلحقها تاء التأنيث السّاكنة ؛ نحو : كانت المرأة ، كما تقول : قامت
المرأة ، وهذه التّاء تختصّ بالأفعال.
والوجه الثّالث
: أنّها تتصرّف ؛ نحو : كان يكون ، وصار يصير ، وأصبح يصبح ، وأمسى يمسي ، وكذلك
سائرها ما عدا «ليس» وإنّما لم يدخلها التّصرّف ؛ لأنّها أشبهت «ما» وهي [٣] تنفي الحال (كما أنّ «ما» تنفي الحال) [٤] ؛ ولهذا تجري «ما» مجرى «ليس» في لغة أهل الحجاز ،
فلمّا أشبهت «ما» وهي حرف لا يتصرّف ، وجب ألّا تتصرّف [٥]. وأمّا قولهم : إنّها لا تدلّ على المصدر ، ولو كانت
أفعالا ؛ لدلّت على المصدر ، قلنا : هذا إنّما يكون في الأفعال الحقيقيّة ، وهذه
الأفعال غير حقيقيّة ؛ ولهذا المعنى تسمّى [٦] أفعال