responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 50

و صاعنا» الحديث، و في الكبير له و رجاله ثقات عن ابن عباس نحوه، و روى أحمد و البزار و إسناده حسن عن جابر قال: سمعت رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) نظر يوما إلى الشام فقال: اللهم أقبل بقلوبهم، و نظر إلى العراق فقال: اللهم مثل ذلك، و نظر قبل كل أفق ففعل ذلك، و قال:

اللهم ارزقنا من ثمرات الأرض، و بارك لنا في مدنا و صاعنا» و في الصحيحين حديث «اللهم بارك لهم في مكيالهم، و بارك لهم في صاعهم، و بارك لهم في مدهم» قال القاضي في الكلام عليه: البركة هنا بمعنى النمو و الزيادة، و تكون بمعنى الثبات، فقيل: يحتمل أن تكون هذه البركة دينية، و هي ما تتعلق بهذه المقادير في الزكاة و الكفارات؛ فتكون بمعنى الثبات لثبات الحكم بها و بقائه ببقاء الشريعة، و يحتمل أن تكون دنيوية من تكثير الكيل و القدر بهذه الأكيال حتى يكفي منه ما لا يكفي من غيره في غير المدينة، أو ترجع البركة إلى كثرة ما يكلأ بها من غلاتها و ثمراتها، و في هذا كله ظهر إجابة دعوته (صلّى اللّه عليه و سلم) و قال النووي: الظاهر أن المراد البركة في نفس المكيل في المدينة، بحيث يكفي المد فيها لمن لا يكفيه في غيرها. قلت: هذا هو الظاهر فيما يتعلق بأحاديث الكيل، و أما غيرها فعلى عمومه في سائر الأمور الدينية و الدنيوية. و روينا في فضائل المدينة للجندي حديث:

«اللهم حبّب إلينا المدينة، كحبنا مكة و أشد، و صححها لنا، و بارك لنا في مدها و صاعها، و انقل حماها، و اجعلها بالجحفة» و روى أحمد برجال الصحيح عن أبي قتادة أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) «صلى بأرض سعد بأصل الحرة عند بيوت السقيا، ثم قال: اللهم إن إبراهيم خليلك و عبدك و نبيك دعاك لأهل مكة، و أنا محمد عبدك و رسولك أدعوك لأهل المدينة مثلي ما دعاك به إبراهيم لمكة، أدعوك أن تبارك لهم في صاعهم و مدهم و ثمارهم، الله حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة، و اجعل ما بها من وباء بخم» الحديث، و قوله «بخم» بضم الخاء المعجمة و تشديد الميم- مكان قرب الجحفة كما سيأتي في موضعه، و روى ابن زبالة حديث «لما قدم رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) المدينة وعك فيها أصحابه» و فيه «فجلس رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) على المنبر، ثم رفع يده، ثم قال: اللهم انقل عنا الوباء» فلما أصبح قال: أتيت هذه الليلة بالحمى، فإذا بعجوز سوداء ملبّبة في يدي الذي جاء بها، فقال: هذه الحمى، فما ترى فيها؟ فقلت: اجعلوها بخمّ».

الدعاء بنقل و بائها

و في مسلم حديث عن عائشة (رضي الله عنها): «قدمنا إلى المدينة و هي وبية فاشتكى أبو بكر، و اشتكى بلال، فلما رأى رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) شكوى أصحابه قال: «اللهم حبّب إلينا

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست