responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 42

و هو في حفظي قديما، و يؤيده ما في غزوة أحد في الصحيح من أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) لما خرج إلى أحد رجع ناس من أصحابه- أي و هم المنافقون- فقال (صلّى اللّه عليه و سلم): «المدينة كالكير» الحديث، و لهذا سميت بالفاضحة كما قدمته، مع أن الذي ظهر لي من مجموع الأحاديث و استقراء أحوال هذه البلدة الشريفة أنها تنفي خبثها بالمعاني الأربعة.

و قوله: «و تنصع» بالفوقانية المفتوحة و النون و المهملتين كتمنع- أي: تخلص، و الناصع: الخالص الصافي، و «طيبها» بفتح الطاء و التشديد منصوبا على أنه مفعول هذا هو المشهور فيه، و الله أعلم.

وعيد من أراد أهلها بسوء

و في صحيح مسلم من حديث جابر في تحريم المدينة مرفوعا: «و لا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص، أو ذوب الملح في الماء».

قال عياض: قوله «في النار» يدفع إشكال الأحاديث التي لم تذكر فيها هذه الزيادة، و يبين أن هذا حكمه في الآخرة. قال: و قد يكون المراد به أن من أرادها في حياة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) كفي المسلمون أمره، و اضمحل كيده كما يضمحل الرصاص في النار. قال:

و يحتمل أن يكون المراد من كادها اغتيالا و طلبا لغرتها فلا يتم له أمر، بخلاف من أتى ذلك جهارا. قال: و قد يكون في اللفظ تقديم و تأخير: أي أذابه الله كذوب الرصاص في النار، و يكون ذلك لمن أرادها في الدنيا فلا يمهله الله و لا يمكن له سلطانا، بل يذهبه عن قرب، كما انقضى شأن من حاربها أيام بني أمية مثل مسلم بن عقبة، فأهلك في منصرفه منها. ثم هلك يزيد بن معاوية مرسله على أثر ذلك، و غيرهما ممن صنع صنيعهما، انتهى.

و هذا الاحتمال الأخير هو الأرجح، و ليس في الحديث ما يقتضي أنه لا يتم له ما أراد منهم، بل الوعد بإهلاكه، و لم يزل شأن المدينة على هذا حتى في زماننا هذا لما تظاهرت طائفة العياشي بإرادة السوء بالمدينة الشريفة لأمر اقتضى خروجهم منها حتى أهلك الله تعالى عتاتهم مع كثرتهم في مدة يسيرة.

و قد يقال: المراد من الأحاديث الجمع بين إذابته بالإهلاك في الدنيا و بين إذابته في النار في الأخرى، و المذكور في هذا الحديث هو الثاني، و في غيره الأول؛ ففي رواية لأحمد برجال الصحيح من جملة حديث: «من أرادها بسوء» يعني المدينة «أذابه الله كما

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست