responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 256

لبنة لبنة، و عمار يحمل لبنتين لبنتين، فمر على رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: «تحمل لبنتين لبنتين و أنت ترحض‌ [1]، أما إنك ستقتلك الفئة الباغية، و أنت من أهل الجنة» فدخل عمرو على معاوية فقال: قتلنا هذا الرجل و قد قال فيه رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) ما قال، فقال: اسكت، فوالله ما تزال تدحض في بولك، أ نحن قتلناه؟ إنما قتله علي و أصحابه، جاءوا به حتى ألقوه بيننا.

قلت: و هو يقتضي أن هذا القول لعمار كان في البناء الثاني للمسجد؛ لأن إسلام عمرو كان في الخامسة كما سبق.

و أسند ابن زبالة عن حسن بن محمد الثقفي قال: بينا رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يا بني في أساس مسجد المدينة و معه أبو بكر و عمر و عثمان (رضي الله عنهم)، فمر به رجل فقال: يا رسول الله ما معك إلا هؤلاء الرهط؟ فقال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): هؤلاء ولاة الأمر من بعدي.

و روى أبو يعلى برجال الصحيح إلا أن التابعي لم يسم عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: لما أسس رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) مسجد المدينة جاء بحجر فوضعه، و جاء أبو بكر بحجر فوضعه، و جاء عمر بحجر فوضعه، و جاء عثمان بحجر فوضعه، قالت: فسئل رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) عن ذلك، فقال: هذا أمر الخلافة من بعدي.

و تقدم في تأسيس مسجد قباء نحو ذلك من غير ذكر أمر الخلافة.

و قال الأقشهري في روضته: روى صاحب السيرة و لم يسمه أن جبريل (عليه السلام) أتى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و قال: يا محمد، إن الله يأمرك أن تبني له بيتا، و أن ترفع بنيانه بالرهص و الحجارة- و الرهص: الطين الذي يتخذ منه الجدار- فقال: كم أرفعه يا جبريل؟ قال:

سبعة أذرع، و قيل: خمسة أذرع، و لما ابتدأ في بنائه أمر بالحجارة و أخذ حجرا فوضعه بيده أولا، ثم أمر أبا بكر فجاء بحجر فوضعه إلى جنب حجر النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) ثم عمر كذلك، ثم عثمان كذلك، ثم عليا، انتهى ما ذكره الأقشهري و من خطه نقلته.

و روى البيهقي في الدلائل عن سفينة مولى رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: لما بنى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) المسجد وضع حجرا، ثم قال: ليضع أبو بكر حجره إلى جنب حجري، ثم ليضع عمر حجره إلى جنب حجر أبي بكر، ثم قال: ليضع عثمان حجره إلى جنب حجر عمر، فقال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): «هؤلاء الخلفاء من بعدي».

و أسند يحيى عن أسامة بن زيد عن أبيه قال: خرج رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و معه حجر، فلقيه أسيد بن حضير فقال: يا رسول الله أعطنيه، فقال: اذهب فاحتمل غيره، فلست بأفقر إليه مني.


[1] رحض المحموم: عرق حتى كأنه غسل جسده.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست