responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 234

و روى الطبراني هذه القصة عن صفية (رضي الله عنها) في غزوة أحد، و في إسناده اثنان، قال الهيثمي: لم أعرفهما، و بقية إسناده ثقات، و المذكور في كتب السير أن هذه القصة في الخندق، و أن بعضهم كان بحصن بني حارثة و بعضهم بفارع، و أن صفية (رضي الله عنها) لما فرغت من قتل اليهودي و رجعت إلى الحصن قالت لحسان: انزل فاسلبه، فإني لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل، قال: ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب.

قال السهيلي: محمل هذا الحديث عند الناس أن حسان كان جبانا شديد الجبن، و قد دفع بعض العلماء هذا و أنكره، و قال: لو صح هذا لهجي حسان به، فإنه كان يهاجي الشعراء، و كانوا يردون عليه فما عيّره أحد بجبن، و إن صح فلعل حسان كان معتلا في ذلك اليوم بعلة منعته من شهود القتال، انتهى.

و روى الطبراني برجال الصحيح عن عروة مرسلا أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أدخل نساءه يوم الأحزاب أطما من آطام المدينة، و كان حسان بن ثابت رجلا جبانا، فأدخله مع النساء، فأغلق الباب، و ذكر القصة.

و ممن ذكر القصة في الخندق ابن إسحاق، و يؤيده أن اليهود إنما غدروا في الخندق، و ذلك أن حيي بن أخطب توجه إلى بني قريظة، فلم يزل بهم حتى غدروا، و بلغ المسلمين غدرهم، فاشتد بهم البلاء و الحصار حتى تكلم معتب بن قشير أخو بني عمرو بن عوف و أوس بن قيظي أخو بني حارثة و غيرهما من المنافقين بالنفاق، و أنزل الله تعالى: وَ إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً [الأحزاب: 12] الآيات. قال ابن عباس: و كان الذين جاءوهم من فوقهم بنو قريظة، و من أسفل منهم قريش و غطفان، و كان حيي بن أخطب أتى كعب بن أسد صاحب عقد بني قريظة و عهدهم، فأغلق باب حصنه دونه، و قال: لم أر من محمد إلا وفاء و صدقا، فقال له: إني جئتك بعز الدهر، جئتك بقريش و غطفان على قادتهما و سادتهما قد عاهدوني و عاقدوني أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا و من معه، فقال له كعب: جئتني و الله بذلّ الدهر، و بجهام قد هراق‌ [1] ماءه فهو يرعد و يبرق و ليس فيه شي‌ء، فلم يزل حتى نقض كعب عهده و برئ مما كان بينه و بين محمد (صلّى اللّه عليه و سلم) فاشتد الخوف بالمسلمين.

قال ابن إسحاق: و لم يقع بينهم حرب إلا مراماة بالنبل، و لكن كان عمرو بن عبد ود العامري اقتحم هو و نفر معهم خيولهم من ناحية ضيقة من الخندق، فبارزه علي فقتله، و برز نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي، فبارزه الزبير فقتله، و يقال: قتله علي،


[1] الجهام: السحاب لا ماء فيه. هراق: أفرغ.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست