اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم الجزء : 1 صفحة : 211
إلى المسلمين من المشركين المقداد بن عمرو بن الأسود و عتبة بن غزوان، و كان حامل اللواء لعبيدة مصلح بن أثاثة.
أول راية عقدت في الإسلام
قلت: و ذكر أبو الأسود في مغازيه عن عروة، و وصله ابن عائذ من حديث ابن عباس: «أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) لما وصل إلى الأبواء بعث عبيدة بن الحارث في ستين رجلا» و ذكر القصة، فيكون ذلك في السنة الثانية، و به صرّح بعض السير، و الله أعلم.
ثم عقد لواء لعمه حمزة على ثلاثين من المهاجرين- قيل: و من الأنصار- ليتعرض عير قريش، فلقي أبا جهل في ثلاثمائة راكب، فحجب بينهم مجدي بن عمرو، و كان حليفا للفريقين، و انصرفوا من غير قتال، و كان حامل لواء حمزة يومئذ أبو مرثد.
قلت: قدم بعضهم هذه على سرية عبيدة، و قال: إن لواء حمزة أول لواء عقد في الإسلام، و رجح ابن إسحاق الأول، و قال: إنما أشكل أمرهما أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) شيعهما جميعا، و ذكر أبو عمر أن أول راية عقدت لعبد الله بن جحش. و قيل: إن سرية حمزة هذه كانت في السنة الثانية، و الله أعلم.
زواج عائشة
ثم بنى رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بعائشة و هي بنت تسع، و كان عقد بها في مكة قبل الهجرة بثلاث و هي بنت ست.
زواج سودة بنت زمعة
قلت: و عقد على سودة بنت زمعة بعد عائشة- و قيل: قبلها، و بنى بها بمكة- و كان بناؤه بعائشة على رأس تسعة أشهر- و قيل: ثمانية، و قيل ثمانية عشر شهرا- من قدومه، و الله أعلم.
ثم عقد لواء لسعد بن أبي وقاص في عشرين يريدون عير قريش في ذي القعدة، فخرجوا على أقدامهم يكمنون [1] بالنهار و يسيرون بالليل، و كان حامل اللواء لسعد المقداد بن عمرو، فلم يجدوا شيئا، ثم جاء أبو قيس بن الأسلت ليسلم، فلقيه ابن أبيّ ابن سلول، فقال: تربص [2] حتى ترى، فرجع فمات كافرا.