اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم الجزء : 1 صفحة : 198
الفصل الحادي عشر في قدومه (صلّى اللّه عليه و سلم) باطن المدينة
، و سكناه بدار أبي أيوب الأنصاري، و أمر هذه الدار، و ما آلت إليه، و ما وقع من المؤاخاة بين المهاجرين و الأنصار.
قال أهل السير: ثم إن رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) أرسل إلى ملأ بني النجار، فجاؤوا متقلدين بالسيوف، و كانوا أخواله، و ذلك أن هاشم بن عبد مناف تزوج منهم امرأة، و هي سلمى بنت عمرو، فجاءه منها ولد، فلما مات هاشم و كبر الغلام مر به قوم من قريش فأبصروه و قد ترعرع و هو ينتضل [1] و يقول: أنا القرشي، فجاؤوا و أخبروا عمه المطلب بن عبد مناف، فذهب فجاء به، فدخل به مكة و هو ردفه و عليه ثياب السفر، فقالت قريش: هذا عبد المطلب، فغلب عليه هذا الاسم؛ فلذلك كان أخواله بني النجار، فقالوا لرسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): اركبوا آمنين مطاعين.
و في البخاري من حديث أنس: قدم رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) فنزل في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف، فأقام فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى بني النجار فجاؤوا بالسيوف، ثم رواه البخاري بلفظ آخر، فقال: قدم النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فنزل جانب الحرة، ثم بعث إلى الأنصار فجاؤوا النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و أبا بكر فسلموا عليهما، و قالوا: اركبا آمنين مطاعين، فركب حتى نزل جانب دار أبي أيوب.
قال الحافظ ابن حجر: تقديره فنزل جانب الحرة فأقام بقباء المدة التي أقام بها و بنى بها مسجده، ثم بعث إلى آخره.
و في التأريخ الصغير للبخاري عن أنس أيضا قال: إني لأسعى مع الغلمان إذ قالوا:
محمد جاء، فننطلق فلا نرى شيئا، حتى أقبل و صاحبه، فكمنا [2] في بعض جوانب المدينة، و بعثا رجلا من أهل البادية يؤذن بهما [3]، فاستقبله خمسمائة من الأنصار، فقالوا:
انطلقا آمنين مطاعين، الحديث، ففيه طي لذكر قصة قباء، إلا أن يريد أن ذلك وقع في مبدأ الأمر عند نزوله (صلّى اللّه عليه و سلم) بقباء، و هو ما اقتضاه رواية رزين، فإنه قال: عن أنس قال: كنت إذ قدم رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) المدينة ابن تسع سنين، فأسمع الغلمان و الولائد يقولون: جاء رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) فنذهب فلا نرى شيئا، حتى جاء رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و أبو بكر، فكمنا في