responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 142

الفصل الرابع في تمكنهم بالمدينة، و ظهورهم على يهود، و ما اتفق لهم مع تبع‌

قال الشرقي: لما قدمت الأوس و الخزرج المدينة تفرقوا في عاليتها و سافلتها، و منهم من نزل مع قوم من بني إسرائيل في قراهم، و منهم من نزل وحده لا مع بني إسرائيل و لا مع العرب الذين كانوا قد تألفوا إلى بني إسرائيل، و كانت الثروة في بني إسرائيل، كانوا نيفا على عشرين قبيلة، و لهم قرى أعدّوا بها الآطام، فنزلت الأوس و الخزرج بينهم و حواليهم.

إقامة الأوس و الخزرج مع اليهود

و قال ابن زبالة عن مشيخة من أهل المدينة قالوا: أقامت الأوس و الخزرج بالمدينة، و وجدوا الأموال و الآطام و النخيل في أيدي اليهود، و وجدوا العدد و القوة معهم، فمكثت الأوس و الخزرج ما شاء الله، ثم إنهم سألوهم أن يعقدوا بينهم جوارا و حلفا يأمن به بعضهم من بعض، و يمتنعون به ممن سواهم، فتعاقدوا و تحالفوا و اشتركوا و تعاملوا، فلم يزالوا على ذلك زمانا طويلا، و أمرت‌ [1] الأوس و الخزرج و صار لهم مال و عدد، فلما رأت قريظة و النضير حالهم خافوهم أن يغلبوهم على دورهم و أموالهم، فتنمروا لهم حتى قطعوا الحلف الذي كان بينهم، و كانت قريظة و النضير أعدّ و أكثر، و كان يقال لهما الكاهنان، و بنو الصريح، و في ذلك يقول قيس بن الخطيم مثنيا عليهم:

كنا إذا رامنا قوم بمظلمة * * * شدت لنا الكاهنان الخيل و اعتزموا

نسوا الرهون و آسونا بأنفسهم‌ * * * بنو الصّريح فقد عفّوا و قد كرموا

قصة الفطيون ملك اليهود الطاغية

فأقامت الأوس و الخزرج في منازلهم خائفين أن تجليهم يهود، حتى نجم‌ [2] منهم مالك بن العجلان أخو بني سالم بن عوف بن الخزرج و سوّده‌ [3] الحيان الأوس و الخزرج، و كان الفطيون- أي بالفاء المكسورة، و قال ياقوت: الفيطوان- ملك اليهود بزهرة، و كانت لا تهدى عروس بيثرب من الحيين الأوس و الخزرج حتى تدخل عليه فيكون هو الذي يفتضها قبل زوجها، فتزوجت أخت مالك بن العجلان رجلا من قومها، فبينا مالك في‌


[1] أمرت: كثر مالها.

[2] نجم: ظهر و نبغ.

[3] سوّد فلان: جعله سيدا.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست