responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 132

طريق العريض حين يهبط من الحرة، و كانت بزهرة جماع من اليهود و كانت من أعظم قرى المدينة، و قد بادوا، و منها ناس كانوا بالجوانية- بفتح الجيم و تشديد الواو و الياء المثناة من تحت: موضع بقرب أحد في شمالي المدينة كما سيأتي- و لهم أطمان صارا لبني حارثة بن الحارث و هما صرار و الريان، و لذلك يقول نهيك بن سياف:

لعل صرارا أن تعيش بياره‌ * * * و يسمع بالريان تبنى مشاربه‌

و كانت بنو الحذماء المتقدم ذكرهم- و هم حي من اليمين- ما بين مقبرة بني عبد الأشهل و بين قصر ابن عراك، ثم انتقلوا إلى راتج، و منها بنو عكوة في يماني بني حارثة، و منها بنو مرابة في شامي بني حارثة، و لهم الأطم الذي يقال له الشبعان في ثمغ صدقة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، و منها ناس براتج، و هو أطم سميت به الناحية، و هو الذي يقول له قيس بن الخطيم:

ألا إن بين الشرعبيّ و راتج‌ * * * ضرابا كتخديم السبال المعضد

و منها ناس بالشوط و العنابس و الوالج و زبالة إلى عين فاطمة حيث كان يطبخ الآجر لمسجد الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) و كان لأهل الشوط الأطم الذي يقال له الشرعبي، و هو الأطم الذي دون ذباب، و قد صار لبني جشم بن الحارث بن الخزرج أي الأصغر يعني إخوة بني عبد الأشهل، و كان لأهل الوالج أطم بطرفه مما يلي قناة، و كان لبعض من هناك من اليهود الأطمان اللذان يقال لهما الشيخان بمفضاهما المسجد الذي صلّى فيه رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) حين سار إلى أحد، و كان لأهل زبالة الأطمان عند كومة أبي الحمراء الرابض و الذي دونهما، و منها أهل يثرب، و كانوا جماعا من اليهود بها و قد بادوا فلم يبق منهم أحد.

قلت: و نقل رزين عن الشرقي أن يهود كانوا نيفا و عشرين قبيلة، و قال ابن النجار:

إن آطامهم كانت تسعة خمسين أطما، و للعرب النازلين عليهم قبل الأنصار ثلاثة عشر أطما، و قد ذكر ابن زبالة أسماء كثير منها حذفناه لعدم معرفته في زماننا.

فهذا علم من سكن المدينة بعد الطوفان إلى قدوم الأوس و الخزرج.

الفصل الثاني في سبب سكنى الأنصار بها

قصة مأرب و سيل العرم غسان‌

نقل ابن زبالة و غيره أن اليهود لم تزل هي الغالبة بالمدينة، الظاهرة عليها، حتى كان من أمر سيل العرم ما كان و ما قص الله من قصته في مائه يعني قصة أهل مأرب، و مأرب مهموز: أرض سبأ المعنية بقوله تعالى: بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ [سبأ: 15] عن ابن عباس أنها كانت أخصب البلاد و أطيبها، تخرج المرأة و على رأسها المكتل فتعمل بيديها أي بمغزلها و تسير

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست