responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 127

قلت: و داود بعد موسى (عليهما السلام)، و كان يدعو إلى شريعته.

و قد عبّر ابن النجار عما سبق بقوله: قال أهل السير: أول من نزل المدينة بعد غرق قوم نوح قوم يقال لهم صعل و فالج، و ذكر قصة داود ملخصة، ثم قال: قالوا: و كان قوم من الأمم يقال لهم: بنو هف و بنو مطر و بنو الأزرق فيما بين مخيض إلى غراب الضائلة إلى القصاصين إلى طرف أحد؛ فتلك آثارهم هنالك.

و روى ابن زبالة عند ذكر جماء أم خالد بوادي العقيق عن عثمان بن عبد الرحمن قال: وجد قبر في الجماء عليه حجر مكتوب فيه فهبط بالحجر فقرأه رجل من أهل اليمن، فإذا فيه: أنا عبد الله رسول رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) سليمان بن داود إلى أهل يثرب، و أنا يومئذ على الشمال.

و روى أيضا عن عمر بن سليم الزرقي قال: رقينا الجماء فوجدنا قبرا إرميا على رأسها عنده حجران مكتوبان لا تقرأ كتابتهما، فحملناهما، فثقل علينا أحدهما فرميناه في الجماء، و أخذت الآخر، فكان عندي، فعرضته على أهل التوراة من يهود فلم يعرفوه، ثم عرضته على أهل الإنجيل من النصارى فلم يعرفوه، فأقام عندي حتى دخل المدينة رجلان من أهل ماه، فسألتهما: هل كان لكم كتاب؟ قالا: نعم، فأخرجت إليهما الحجر، فقرآه فإذا فيه: أنا عبد الله الأسود رسول رسول الله عيسى بن مريم إلى أهل قرى عرينة، و قالا: نحن كنا أهل هذه القرية في أس‌ [1] الدهر، و سيأتي بقية ما جاء في ذلك في رابع فصول الباب السابع.

مهلك العماليق بالحجاز

و أسند ابن زبالة أيضا عن عروة بن الزبير قال: كانت العماليق قد انتشروا في البلاد، فسكنوا مكة و المدينة و الحجاز كله، و عتوا عتوّا كبيرا، فلما أظهر الله موسى (عليه السلام) على فرعون وطئ الشام و أهلك من بها، يعني من الكنعانيين و قيل: بعث إليهم بعثا، فأهلك من كان بها منهم، ثم بعث بعثا آخر إلى الحجاز للعماليق، و أمرهم أن لا يستبقوا أحدا منهم بلغ الحلم، فقدموا عليهم، فأظهرهم الله فقتلوهم، حتى انتهوا إلى ملكهم الأرقم بن أبي الأرقم فقتلوه، و أصابوا ابنا له- و كان شابا من أحسن الناس- فضنوا به عن القتل، و قالوا: نستحييه حتى نقدم به على نبي الله موسى (عليه السلام) فيرى فيه رأيه، فأقبلوا و هو معهم، فقبض الله موسى قبل قدوم الجيش، فلما سمع بهم الناس تلقوهم فسألوهم فأخبروهم بالفتح، و قالوا: لم نستبق منهم إلا هذا الفتى، فإنا لم نر شابا أحسن‌


[1] الأس: الأساس. و- من الدهر: قدمه.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست