responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 118

في الأفق قتاما حتى ظن الظان أن الشمس و القمر كسفا إذ سلبا بهجة الإشراق في الآفاق، و لو لا كفاية الله كفتها لأكلت ما تقدم عليه من الحيوان و النبات و الحجر، انتهى.

و ذكر الجمال المطري ما يخالف بعض هذا؛ فإنه قال: أخبرني علم الدين سنجر العزي من عتقاء الأمير عز الدين منيف بن شيحة صاحب المدينة قال: أرسلني مولاي الأمير عز الدين بعد ظهور النار بأيام، و معي شخص من العرب، و قال لنا و نحن فارسان:

اقربا من هذه النار، و انظرا هل يقدر أحد على القرب منها، فإن الناس يهابونها لعظمها، فخرجت أنا و صاحبي إلى أن قربنا منها؛ فلم نجد لها حرا، فنزلت عن فرسي، و سرت إلى أن وصلت إليها، و هي تأكل الصخر و الحجر، فأخذت سهما من كنانتي، و مددت به يدي إلى أن وصل النصل إليها فلم أجد لذلك ألما و لا حرا، فعرق النصل و لم يحترق العود، فأدرت السهم و أدخلت فيها الريش فاحترق الريش و لم يؤثر في العود.

و ذكر المطري قبل ذلك أنها كانت تأكل كل ما مرت عليه من جبل و حجر، و لا تأكل الشجر، قال: و ظهر لي في معنى ذلك أنه لتحريم النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) شجر المدينة؛ فمنعت من أكل شجرها لوجوب طاعته (صلّى اللّه عليه و سلم) على كل مخلوق.

قلت: و ذكر القسطلاني أن هذه النار لم تزل مارة على سبيلها حتى اتصلت بالحرة و وادي الشظاة، و هي تسحق ما والاها، و تذيب ما لاقاها من الشجر الأخضر و الحصى من قوة اللظى، و أن طرفها الشرقي أخذ بين الجبال فحالت دونه ثم وقفت، و أن طرفها الشامي- و هو الذي يلي الحرم- اتصل بجبل يقال له وعيرة على قرب من شرقي جبل أحد، و مضت في الشظاة الذي في طرفه وادي حمزة (رضي الله عنه)، ثم استمرت حتى استقرت تجاه حرم النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فطفئت، قال: و أخبرني شخص أعتمد عليه أنه عاين حجرا ضخما من حجارة الحرة كان بعضه خارجا عن حد الحرم، فعلقت بما خرج منه، فلما وصلت إلى ما دخل منه في الحرم طفئت و خمدت، انتهى.

و هذا أولى بالاعتماد من كلام المطري؛ لأن المطري لم يدرك هذه النار و إن أدرك من أدركها، بخلاف القطب فإنه أدركها، و اعتنى بجمع أخبارها، و أفردها بالتصنيف، و لم يقف عليه المطري، و هذا أبلغ في الإعجاز، حيث لم تدخل هذه النار حرمه الشريف؛ إذ هي للإنذار و التخويف و هو نبي الرحمة (صلّى اللّه عليه و سلم).

ضوء النار

و قد نقل أبو شامة عن مشاهدة كتاب القاضي سنان الحسيني أن سيل النار انحدر مع وادي الشظاة حتى حاذى جبل أحد، و كادت النار تقارب حرة العريض و خاف الناس منها خوفا عظيما، ثم سكن قتيرها الذي يلي المدينة، و طفئت مما يلي العريض بقدرة الله‌

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست