responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 109

و عن المدائني أيضا عن أبي عبد الرحمن القرشي عن خالد الكندي عن عمته أم الهيثم بنت يزيد قالت: رأيت امرأة من قريش تطوف، فعرض لها أسود فعانقته و قبلته، فقلت: يا أمة الله، أ تفعلين هذا بهذا الأسود؟ فقالت: هو ابني، وقع علي أبوه يوم الحرة.

و نقل العراقي في ذيله عن شيخه أبي المظفر السمعاني أنه روي بسنده إلى أبي غزية الأنصاري قال: كان قوم من أهل المدينة يجتمعون في مجلس لهم بالليل يسهرون فيه، فلما قتل الناس قتلوا و نجا منهم رجل فجاء إلى مجلسه فلم يحس منهم أحدا، ثم جاء الليلة الثانية فكذلك، ثم جاء الثالثة فكذلك، فتمثل بهذا البيت:

ألا ذهب الكماة و خلّفوني‌ * * * كفى حزنا بذكرى للكماة

قال: فنودي من المجلس:

فدع عنك الكماة فقد تولّت‌ * * * و نفسك فابكها قبل الممات‌

فكلّ جماعة لا بدّ يوما * * * يفرّق بينها شعب الشّتات‌

و روى الطبراني عن أبي هارون العبدي قال: رأيت أبا سعيد الخدري (رضي الله عنه) ممعط اللحية [1]، فقلت: تعبث بلحيتك؟ قال: لا، هذا ما لقيت من ظلمة أهل الشام، دخلوا زمن الحرة، فأخذوا ما كان في البيت من متاع أو خرثي‌ [2]، ثم دخلت طائفة أخرى فلم يجدوا في البيت شيئا فأسفوا أن يخرجوا بغير شي‌ء، فقالوا: أضجعوا الشيخ، فجعل كل يأخذ من لحيتي خصلة.

حرق مسلم بن عقبة و الخلاف فيه‌

و روي أيضا عن محمد بن سعيد خبرا قال فيه: فلما جاء يزيد خلاف ابن الزبير و دعاؤه إلى نفسه دعا مسلم بن عقبة المري و قد أصابه الفالج و قال: إن أمير المؤمنين- يعني أباه- عهد إلي في مرضه إن رابني من أهل الحجاز ريب أن أوجهك إليهم، و قد رابني، فقال: إني كما ظن أمير المؤمنين، اعقد لي و عبّ الجيوش، قال: فورد المدينة فأباحها ثلاثا، ثم دعا إلى بيعة يزيد على أنهم أعبد له قن في طاعة الله و معصيته، فأجابوه إلى ذلك، إلا رجلا واحدا من قريش أمه أم ولد، فقال له: بايع ليزيد على أنك عبد في طاعة الله و معصيته، قال: بل في طاعة الله، فأبى أن يقبل ذلك منه، فقتله، فأقسمت أمه قسما لئن أمكنها من مسلم حيا أو ميتا أن تحرقه بالنار، فلما خرج مسلم بن عقبة من المدينة اشتدت علته فمات، فخرجت أم القرشي بأعبد لها إلى قبر مسلم، فأمرت به أن ينبش من عند رأسه فلما وصلوا إليه إذا بثعبان قد التوى على عنقه قابضا بأرنبة أنفه‌


[1] ممعط اللحية: تساقط شعرها من داء و نحو ذلك.

[2] الخرثى: أثاث البيت، أو أردأ المتاع و الغنائم.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست