responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 107

و جاءوا بسعيد بن المسيب فقالوا: بايع، فقال: أبايع على سيرة أبي بكر و عمر، فأمر بضرب عنقه، فشهد رجل أنه مجنون، فخلى عنه.

عدد القتلى في وقعة الحرة

و عن المدائني أيضا عن شيخ من أهل المدينة قال: سألت الزهري: كم كانت القتلى يوم الحرة؟ قال: سبعمائة من وجوه الناس قريش و الأنصار و المهاجرين، و من وجوه الموالي و ممن لا يعرف من عبد و حر و امرأة عشرة آلاف، و كانت الوقعة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث و ستين.

و في كتاب الحرة للواقدي قال: حدثني عبد الله بن جعفر قال: سألت الزهري: كم قتل من الناس يومئذ؟ قال: أما من وجوه الناس فأكثر من سبعمائة من قريش و الأنصار و وجوه الموالي، ثم عدّد علي من قتل حتى ما كنت أرى أنه بقي أحد إلا قتل يومئذ، ثم قال الزهري: و لقد قتل ممن لا يعرف من الموالي و العبيد و الصبيان و النساء أكثر من عشرة آلاف، و دخلوها لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث و ستين.

قلت: و قال القرطبي لليلتين بقيتا من ذي الحجة، و عن الأقشهري عن أبي معشر و الواقدي أنها يوم الأربع لليلتين خلتا من ذي الحجة، قلت: و لم أره في كتاب الواقدي، و لعله سبق قلم، و الله أعلم.

و ذكر المجد أنهم سبوا الذرية، و استباحوا الفروج، و أنه كان يقال لأولئك الأولاد من النساء اللاتي حملن: أولاد الحرة، قال: ثم أحضر الأعيان لمبايعة يزيد، فلم يرض إلا أن يبايعوه على أنهم عبيد يزيد، فمن تلكأ أمر بضرب عنقه، و جاءوا بعلي بن عبد الله بن عباس، فقال الحصين بن نمير: يا معشر اليمن عليكم ابن أختكم، فقام معه أربعة آلاف رجل، فقال لهم مسلم: أ خلعتم أيديكم من الطاعة؟ فقالوا: أما فيه فنعم، فبايعه على أن ابن عم يزيد، انتهى.

و عن المدائني أيضا عن محمد بن عمر قال: قال ذكوان مولى مروان: شرب مسلم بن عقبة دواء بعد ما أنهب المدينة، و دعا بالغداء، فقال له الطبيب: لا تعجل فإني أخاف عليك إن أكلت قبل أن تكمل الدواء، قال: و يحك! إنما كنت أحب البقاء حتى أشفي نفسي من قتلة عثمان، فقد أدركت ما أردت، فليس شي‌ء أحب إلي من الموت على طهارتي؛ فإني لا أشك أن الله قد طهّرني من ذنوبي بقتل هؤلاء الأرجاس.

قلت: هذا من عظيم حمقه، قاتله الله و أشقاه! فإن هذا مما يزيد في عظيم جرمه.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست