responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحله ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي المؤلف : ابن بطوطة    الجزء : 1  صفحة : 126
يمانية" 1. وذكر أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يتحرى وقت طوافهم ويدخل في جملتهم تبركا بدعائهم وشأنهم عجيب كله وقد جاء في أثر زاحموهم في الطواف فإن الرحمة تنصب عليهم صبّاً.
وليلة النصف من شعبان من الليالي المعظمة عند أهل مكة يبادرون فيها إلى أعمال البر من الطواف والصلاة جماعات وأفرادا والاعتمار ويجتمعون في المسجد الحرام جماعات لكل جماعة إمام ويوقدون السرج والمصابيح والمشاعل ويقابل ذلك ضوء القمر فتتلألأ الأرض والسماء نورا ويصلون مائة ركعة يقرؤون في كل ركعة بأم القرآن وسورة الإخلاص يكررونها عشراً وبعض الناس يصلون في الحجر منفردين وبعضهم يطوفون بالبيت الشريف وبعضهم قد خرجوا للإعتمار. وإذا أهل هلال رمضان تضرب الطبول والدبادب عند أمير مكة ويقع الاحتفال بالمسجد الحرام من تجديد الحصر وتكثير الشمع والمشاعل حتى يتلألأ الحرم نوراً ويسطع بهجة وإشراقا وتتفرق الأئمة وهم الشافعية والحنبلية والحنفية والزيدية وأما المالكية فيجتمعون على أربعة من القراء يتناوبون القراءة ويوقدون الشمع ولا تبقى في الحرم زاوية ولا ناحية إلا وفيها قاريء يصلي بجماعة فيرتج المسجد لأصوات القراء وترق النفوس وتحصر القلوب وتهمل الأعين ومن الناس من يقتصر على الطواف والصلاة في الحجر منفرداً والشافعية أكثر الأئمة اجتهادا وعاداتهم أنهم إذا أكملوا التراويح المعتادة وهي عشرون ركعة يطوف إمامهم وجماعته فإذا فرغ من الأسبوع ضربت الفرقعة التي ذكرنا أنها تكون بين يدي الخطيب يوم الجمعة كان ذلك إعلاما بالعودة إلى الصلاة ثم يصلي ركعتين ثم يطوف أسبوعا وهكذا إلى أن يتم عشرين ركعة أخرى ثم يصلون الشفع والوتر وينصرفون وسائر الأئمة لا يزيدون على العادة شيئا وإذا كان وقت السحور يتولى المؤذن الزمزمي التسحير في الصومعة التي بالركن الشرقي من الحرم فيقوم داعياً ومذكراً ومحرضاً على السحور وكذلك يفعل المؤذنين في سائر الصوامع فإذا تكلم أحد منهم أجابه صاحبه وقد نصبت في أعلى كل صومعة

1 هذا جزءٌ من حديث رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
اسم الکتاب : رحله ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي المؤلف : ابن بطوطة    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست