و من همذان إلى نهاوند [1] مرحلتان، و نهاوند مدينة جليلة كان فيها اجتماع الفرس لما لقيهم النعمان بن مقرن المزني سنة إحدى و عشرين [2].
و لها عدة أقاليم، يسكنها أخلاط من العرب و العجم. و خراجها سوى مال الضياع ألفا ألف درهم.
الكرج
و من نهاوند إلى مدينة الكرج [3] مرحلتان، و الكرج منازل عيسى بن إدريس بن معقل بن شيخ بن عمير العجلي أبي دلف.
و لم تكن في أيام الأعاجم مدينة مشهورة و إنما كانت في عدد القرى العظام من رستاق يسمى (قائقا) من كورة أصبهان، منها إلى مدينة أصبهان ستون فرسخا فنزلها العجليون [4] فبنوا الحصون و القصور، فقصورها تنسب إلى أبي دلف و أخوته و أهل
أصلها جملة، لأن في كلام الفرس حاء مهملة، و إذا تكلّموا بكلمة فيها حاء قلبوها هاء، فقالوا في حسن هسن، و في محمّد مهمّد، ثم تلقّفها منهم العرب فقلبت بحكم الكثرة في الاستعمال، و على هذا يكون الأهواز اسما عربيا سمّي به في الإسلام، و كان اسمها في أيام الفرس خوزستان، و في خوزستان مواضع يقال لكل واحد منها خوز. و هي إنما اسم لسوق الأهواز. (معجم البلدان، ج 1/ ص 338).
[1] نهاوند: بفتح النون الأولى و كسرها، و الواو مفتوحة، هي مدينة عظيمة في قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام، قال أبو المنذر هشام: سمّيت نهاوند لأنهم وجدوها كما هي، و يقال إنها من بناء نوح، (عليه السّلام)، أي نوح وضعها إنما اسمها نوح أوند فخفّضت و قيل نهاوند، و قال حمزة: أصلها بنو هاوند فاختصروا منها، و معناه الخير المضاعف. (معجم البلدان ج 5/ ص 361).
[2] كان فتحها في هذه السنة على يد النعمان بن مقرن المزني و ذلك في أيام الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.
[3] الكرج: بفتح أوله و ثانيه، و هي فارسية و أهلها يسمّونها كره، و هي رستاق يقال له فاتق، و فاتق عرّب به هفته، فأما مجازه في العربية فالكرج من قولهم: تكرّج الخبز إذا أصابه الكرج و هو الفساد، و هي مدينة بين همذان و أصبهان في نصف الطريق، و إلى همذان أقرب. (معجم البلدان ج 4/ ص 506).
[4] العجليّون: نسبه إلى عيسى بن إدريس بن معقل بن شيخ بن عمير العجلي أبي الدلف.