responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لليعقوبي المؤلف : اليعقوبي، أحمد بن إسحاق    الجزء : 1  صفحة : 216

إلى بغداد بعد الحريق الذي وقع بالأسواق ببغداد و معه خمس مائة ألف دينار ففرقها على التجار الذين ذهبت أموالهم في الحريق فحسنت أحوالهم و بنوا أسواقهم بالجص و الآجر و جعلوا أبواب حوانيتهم أبواب حديد.

قال أحمد الكاتب: أنفق عليه (أحمد بن طولون على الجامع) مائة ألف دينار و عشرين ألف دينار، و قال له الصناع على أي مثال تعمل المنارة و ما كان يعبث قط في مجلس فأخذ درجا من الكاغذ و جعل يعبث به فخرج بعضه و بقي بعضه في يده فعجب الحاضرون فقال اصنعوا المنارة على هذا المثال فصنعوها.

و لما تم بناء الجامع رأى أحمد بن طولون في منامه كأن اللّه تعالى قد تجلى للمقصورة التي حول الجامع و لم يتجل للجامع فسأل المعبّرين فقالوا يخرب ما حوله و يبقى قائما وحده فقال: من أين لكم هذا؟ قالوا من قوله تعالى: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ، لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا [الأعراف: 134].

و قوله (صلّى اللّه عليه و سلّم): «إذا تجلى اللّه لشي‌ء خضع له» [1]، و كان كما قالوا.


[1] أخرجه النّسائي في السنن (الكسوف 16)، ابن ماجه في السنن (إقامة 152).

اسم الکتاب : البلدان لليعقوبي المؤلف : اليعقوبي، أحمد بن إسحاق    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست