الذي يقال له: الفلوجة [1]، و من سوق أسد إلى الكوفة و المسافات من بغداد إلى الكوفة في عمارات و قرى عظام متصلة عامرة فيها أخلاط من العجم و من العرب.
و الكوفة مدينة العراق الكبرى و المصر الأعظم و قبة الإسلام و دار هجرة المسلمين.
و هي أول مدينة اختطها المسلمون بالعراق سنة أربع عشرة و بها خطط العرب.
و هي على معظم الفرات، و منه شرب أهلها، و هي من أطيب البلدان و أفسحها و أغذاها و أوسعها.
و خراجها داخل في خراج طساسيج السواد، و طساسيجها التي تنسب إليها:
طسوج الجبة، و طسوج البداة، و فرات بادقلا، و السالحين [2]، و نهر يوسف.
و الحيرة منها على ثلاث أميال، و الحيرة على النجف، و النجف [3] كان على ساحل بحر الملح، و كان في قديم الدهر يبلغ الحيرة، و هي منازل آل بقيلة و غيرهم.
و بها كانت منازل ملوك بني نصر من لخم و هم آل النعمان بن المنذر، و عليه أهل الحيرة نصارى فمنهم من قبائل العرب على دين النصرانية من بني تميم آل عدي بن زيد العبادي الشاعر و من سليم و من طيّىء و غيرهم.
و الخورنق [4] بالقرب منها مما يلي المشرق و بينه و بين الحيرة ثلاثة أميال، و السدير [5] في برية تقرب منها.
[1] الفلّوجة: هي القرية، و الأرض المصلحة للزراعة، و الجمع فلاليج. (معجم البلدان ج 4/ ص 312).
[2] السالحين: و العامة تقول صالحين، و كلاهما خطأ و إنما هو السيلحين قرية قرب الحيرة ضاربة في البر قرب القادسية. (معجم البلدان ج 3/ ص 339).
[3] النجف: عين تسقي عشرين ألف نخلة، و بالقرب من هذا الموضع قبر علي بن أبي طالب.
(معجم البلدان ج 5/ ص 313).
[4] الخورنق: بلدة قرب بلخ، و هو فارسي معرّب من خرنكاه، تفسيره: موضع الشرب. (معجم البلدان ج 2/ ص 458).
[5] السدير: هو نهر، و يقال قصر، و هو معرّب و أصله بالفارسية سه دله أي فيه قباب متداخلة مثل الجاري بكمّين. (معجم البلدان ج 3/ ص 227).