يروى عن النبيّ (عليه السلام) أنه قال: للمدينة عشرة أسماء هي: طيبة، و الباقية، و الموفّية، و المسكينة، و المباركة، و المحفوفة، و المحرّمة، و العذراء، و المسلمة، و المقدّسة، و الشافية، و المرزوقة.
فمن فضلها على غيرها أن وهب بن منبه قال: إني لأجد في بعض الكتب أن مهاجر النبي الأميّ العربيّ إلى بلد يقال لها طيابا، و تفسير ذلك أنها طويت بالبركة، و قدّس هواءها، و طيّب ترابها، فيها مهاجره، و موضع قبره، و من مشى بالمدينة شمّ بها عرفا طيّبا.
و قال أبو البختري: هي أرفع الأرض كلّها، و لا يدخلها طاعون و لا دجّال، و بظاهر بيدائها يخسف بالدجّال، و بها نزل القرآن و فرضت الفرائض و سنت السنن، و بها أصول الدين و السنن و الأحكام و الفرائض و الحلال و الحرام، و بها روضة من رياض الجنّة، و دعا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أن يبارك لهم في صاعهم و مدّهم و سوقهم و قليلهم و كثيرهم، و بها آثار رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و مساجده و قبره و قبور أصحابه و أعمامه و أزواجه، و كلّ بلد في دار الإسلام فإنما فتح بالسيف إلّا المدينة فإنها افتتحت بالإيمان.
و قال (صلى اللّه عليه و سلم): «غبار المدينة دواء من الجذام»
و قال: «حبّ أهل المدينة محنة فإن منافقا لا يحبّهم و مؤمنا لا يبغضهم»
و قال (عليه السلام): «أهل المدينة الشعار و الناس الدثار»
و قال: «المدينة معلّقة بالجنّة».
قال: و لمّا حجّ معاوية حرّك المنبر يريد أن يخرج به إلى الشام فانكسفت الشمس، فقال جابر بن عبد اللّه: بئس ما صنع معاوية ببلد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و مهاجره الذي اختاره اللّه له، و اللّه ليصيبنّ معاوية شيء في وجهه، فأصابته اللّقوة نسأل اللّه العافية.