responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 75

شفاعة محمّد (صلى اللّه عليه و سلم) قال اللّه جلّ ذكره: وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَ أَمْناً و لم يقل مثابة للعرب دون العجم، إذ كان اسم الناس شاملًا للفريقين، فقد جعله اللّه مثابة للجميع، و الدليل على ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: وَ طَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَ الْقائِمِينَ‌ الآية فمن شرف مكّة أمنه، و مقام إبراهيم فيه، و حجّ الأنبياء إليه، و أن أهلها في الجاهليّة كانت لقاحا لم يؤدّوا أتاوة قطّ، و لا ملكهم ملك، و كانوا يتزوّجون في أيّ القبائل شاءوا، و لا يشترط عليهم في ذلك و لا يزوّجون أحدا إلا بعد أن يشترطوا عليهم أن يكونوا حمسا على دينهم و يدان لهم و ينتقل إليهم، فحمّسوا خزاعة و دانت لهم، و حمّسوا عامر بن صعصعة و دانت لهم، و حمّسوا ثقيفا و دانت لهم، سوى من حمّسوا من عدد الرجال، ثم فرضوا على العرب قاطبة أن يطرحوا أزواد الحلّ إذا دخلوا الحرم، و أن يخلعوا ثياب الحلّ، و يستبدلوا ثياب الحرم إمّا شرى أو عاريّة أو هبة، فإن أتى بذلك و إلا طاف بالبيت عريانا، و فرضوا على نساء العرب مثل ذلك، و كلّفوا العرب أن تفيض من المزدلفة، و هم بعد أعزّ العرب يتأمّرون على العرب قاطبة، و هم أصحاب الهريس و الحرير و الثريد و الضيافة و الأندية و الفالوذج، و أول من ثرد الثريد منهم عمرو و هو هاشم بن عبد مناف و فيه يقول الشاعر [1]:

عمرو العلى هشم الثريد لقومه‌* * * و رجال مكّة مسنتون عجاف‌

و لهذا سمّي هاشما.

ذكر البيت الحرام و ما جاء فيه‌

قال اللّه تعالى: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ‌، عن وهب بن منبّه أنه قال: إن اللّه جلّ و عزّ لمّا أهبط آدم (عليه السلام) من الجنّة إلى الأرض حزن و اشتدّ بكاؤه على الجنّة، فحباه اللّه بخيمة من خيام الجنّة، فوضعها له بمكّة في موضع الكعبة، قبل أن تكون الكعبة و كانت من ياقوتة حمراء، فيها قناديل من ذهب، و أنزل معها الركن، و هو يومئذ ياقوتة بيضاء، و كان كرسياً لآدم (عليه‌


[1] هو ابن الزبعرى السهمي (أخبار مكة 1: 111).

اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست