قال دغفل: خرج خراسان و هيطل ابنا عالج بن سام بن نوح لمّا تبلبلت الألسن، فنزل كل واحد منهما في البلد المنسوب إليه- يريد أن هيطل نزل في البلد المعروف ببلد الهياطلة و هو وراء النهر، و نزل خراسان في قلعته المعروفة بخراسان دون النهر-.
و روي عن شريك [154 أ] بن عبد اللّه قال: خراسان كنانة اللّه، إذا غضب على قوم رماهم من كنانته.
و في حديث آخر قال: ما خرجت من خراسان راية في جاهلية و لا إسلام فردّت حتى تبلغ منتهاها.
و حدثني أبو عبد اللّه الحسين بن أستاذويه [قال] حدثني أبو إسحاق بن إبراهيم بن الحسين. قال: قال أبو عبد اللّه محمد بن مرزوق الهاشمي. حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال: حدثني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: لم يتزوج إبراهيم على سارة حتى ماتت، فتزوج بعدها امرأة من العرب العاربة يقال لها قنطورا بنت مقطير. فولدت له مدين و مداين. و هو مدين و نيشان و شوح. فأمر إبراهيم أن يضم إليه من [ولد إسماعيل و إسحاق و مدين و نيسان، و يخرج عنه مدين و أشتق و سرج. فقالوا له: يا أبانا، كيف تستجيز أن تترك عندك إسماعيل و إسحاق و مدين و نيسان في الأمن و الدعة و تخرجنا نحن عنك إلى الغربة] [1] و الوحشة و الوحدة؟ فقال بذلك أمرت.
[1] ما بين عضادتين تكملة من ابن الفقيه نفسه الذي سيكرر هذه الواقعة ضمن الفصل المخصص للترك، مع اختلافات طفيفة في كتابة بعض الأسماء.