و روي عن ابن عباس في قول اللّه عزّ و جلّ «ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد» قال: أهل فارس.
و قال (عليه السلام): لا تسبوا فارس فإنهم عصبتنا.
و قال (عليه السلام): إن للّه جندا في أهل فارس إذا غضب على قوم انتقم بهم] [1].
و قال الشعبي: أول من استنبط الأنهار العظام أنوشروان و مادة الملك و استصلح الرعية بعده مثله.
و كان أنوشروان إذا أفرض، يقدم الفارسي على رجلين من الديلم و على خمسة من الترك و على عشرة من الروم و على خمسة عشر من العرب و على الثلاثين من الهند. لأنهم كانوا أشجع ممن ذكرنا قلوبا و أعزهم نفرا و أعظمهم ملكا و أكثرهم عددا و أوسعهم بلدا و أخصبهم جنابا و أشدهم قلوبا و أرجحهم عقولا و أحسنهم تدبيرا و أصحهم جوابا و أطلقهم ألسنا.
و قال أبو البختريّ: بلغنا أن إسحاق بن إبراهيم ولد ابنا يقال له نفيس: فولد لنفيس، العيص، قبائل من فارس منهم أهل إصطخر و شابور و أردشير. و الدليل على ذلك قول جرير:
منابر ملك كلّها مضرية* * * يصلي علينا من أعرناه منبرا
و أبناء إسحاق الليوث إذا ارتدوا* * * [حمائل موت لابسين السنوّرا] [2]
إذا انتسبوا عدّوا الصبهبذ منهم* * * و كسرى، و عدّوا الهرمزان و قيصرا
و كان إدريس بن عمران يقول: أهل إصطخر أكرم الناس أحسابا، ملوك أبناء الأنبياء.
و قال أردشير [89 ب]: الأرض أربعة أجزاء. فجزء منها أرض الترك ما بين مغارب الهند إلى مشارق الروم. و جزء منها أرض المغرب، ما بين مغارب الروم