قال الشعبي: كان سام بن نوح له جمال و رواء و عقل و منظر، و كان يصيف بالقرية التي ابتناها نوح عند خروجه من السفينة ببازبدى و سماها ثمانين، و يشتو بأرض جوخا. و كان ممره من أرض جوخا إلى بازبدى على شاطئ دجلة من الجانب الشرقي. فيسمى ذلك المكان إلى الآن سام [راه، يعني طريق سام].
و قال إبراهيم بن الجنيد [1]: سمعتهم يذكرون أن سامرا بناها سام بن نوح و دعا أن لا يصيب أهلها سوء. فأراد السفاح أن يبنيها فبنى مدينته بالأنبار بحذائها.
و أراد المنصور بعد ما أسس بغداد و سمع في الرواية ببركة هذه المدينة أن يبنيها.
فابتدأ بالبناء في البردان ثم بدا له و بنى بغداد. و أراد الرشيد أيضا بناءها، فبنى بحذائها قصرا و سماه المبارك و هو بحذاء أثر بناء قديم كان للأكاسرة. ثم بناها المعتصم و نزلها سنة إحدى و عشرين و مائتين.
و روى ليث عن مجاهد قال: حيثما اجتمع المسلمون فهو مصر.
و لم يبن أحد من الخلفاء من الأبنية الجليلة ما بناه المتوكل. فمن ذلك القصر المعروف بالعروس، أنفق عليه ثلاثين ألف ألف درهم. و المختار، خمسة ألف ألف درهم. و الوحيد، ألفي ألف درهم. و المسناة [73 أ] عشرين ألف ألف درهم. و البرج ثلاثين ألف ألف درهم. و الجوسق الإبراهيمي، ألفي ألف درهم.
و الجعفري المحدث عشرة ألف ألف درهم. و الغريب عشرة ألف ألف درهم.
و الشيدار عشرة ألف ألف درهم. و البرج عشرة ألف ألف درهم. و الصبح خمسة
[1] من أفراد بلاط المتوكل. انظر تاريخ الطبري 8: 162.