فنحن فينا بيوتات العرب و أشراف الجاهلية و فرسان الإسلام. خير الأقاليم إقليمنا و خير الإقليم بلدنا و خير الأنهار نهرنا و خير الصحابة فقهاؤنا. و منهم أمير المؤمنين علي رضي اللّه عنه و ابن مسعود و عمار بن ياسر و حذيفة اليمان، و سلمان منا.
و مسجدنا المسجد الرابع في الفضل. مسجد كان من علي و سعد عامرا برهة، و من عمار و الرجال المهاجرين إلى اللّه من الأولين و الآن. و فيه يقول السيد بن محمد الحميري:
لعمرك ما من مسجد بعد مسجد* * * بمكة طهرا أو مصلى بيثرب
لشرق و لا غرب علمنا مكانه* * * من الأرض معمور و لا متجنّب
بأبين فضلا من مصلى مبارك* * * بكوفان رحب ذي أواسي و مخصب
مصلى به نوح تأثّل و ابتنى* * * به ذات حيزوم و صدر محتّب
و فار به التنّور ماء و عندها* * * له قيل قم يا نوح في الفلك و اركب
و باب أمير المؤمنين الذي به* * * ممرّ أمير المؤمنين المهذّب
[20 أ] و ليس فينا قدري و لا خارجي.
فقال المأمون للبصريين: قد نظرت في أمركم و سمعت قولكم و فهمت احتجاجكم، فما لمتكم في جدال و لا مدافعة. و لكني رأيت مثلكم في مفاخرة أهل.
الكوفة كقول القائل:
يا حار قد كنت في عزّ و مكرمة* * * لو أنّ مسعاه من جاريته أمم
ثم دعا المأمون صاحب يبت حكمته فقال: اجعل هذا الكتاب في خواص كتبنا. ثم قال علي بن صالح للقوم انهضوا. فنهضوا و انقضى المجلس و الحمد للّه رب العالمين