responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 240

لأصحابه: انكحوا امرأته حتى تحبل، و اعملوا على حماره حتى ينبت ذنبه.

فخسف اللّه بها.

و يروى‌ أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما دخل البصرة صعد المنبر و خطب و قال في خطبته: يا أهل البصرة! إن اللّه لم يقسم خيرا [10 ب‌] لأحد من أهل الأرض إلّا و قد جعل فيكم أكثر منه. فعابدكم أعبد الناس، و قارئكم أقرأ الناس.

غير أن حكم اللّه فيكم و فيمن مضى قبلكم جائز بقوله عزّ من قائل‌ وَ إِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً. كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً و اللّه، ما ابتدأتكم بما ابتدأتكم به من المدح رغبة مني لما في أيديكم.

غير أني سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول: أما علمت أن جبريل (عليه السلام) حمل جميع الأرضين على منكبه الأيمن فأتاني بها. ألا و إني وجدت البصرة أبعد بلاد اللّه من السماء و أقربها من الماء و أخبثه ترابا و أسرعه خرابا، ليأتينّ عليها يوم لا يؤتى منها إلّا شرفات مسجدها كجؤجؤ السفينة في لجة البحر، فقال المنذر بن الجارود: و لذاك يا أمير المؤمنين، و ممّ ذاك؟ قال: إذا رأيتم آكامها خدورا، و آجامها قصورا، فلا بصرة، ثم قال: كم بينكم و بين أرض يقال لها الأبلّة؟ قالوا:

أربعة فراسخ. فقال: صدقني و الذي عجّل روحه إلى الجنة و أكرمه بالنبوة فقال: يا علي أما علمت أن بين البصرة و بين أرض يقال لها الأبلة أربعة فراسخ، يكون في ذلك الموضع العشور، ينبغي أن يقتل فيه سبعون ألفا هم نظراء قتلى بدر، فقيل و من يقتلهم يا أمير المؤمنين؟ قال: إخوان الجنّ، إخوان الجنّ، ثم قال: ويحك يا بصرة! ويحا لك من جيش لا غبار له. قيل: يا أمير المؤمنين ما الويح؟ قال:

الويح و الويل بابان، فالويح رحمة و الويل عذاب.

مجلس الكوفيين و البصريين عند المأمون‌ [1]

كان المأمون يوما جالسا و عنده نفر من خاصته و ذوي المنزلة عنده. فأفاض معهم في الحديث ثم قال: قد قرأت القرآن فحفظته و سمعت الحديث و علمت‌


[1] عن مفاخرة البصرة و الكوفة و البصريين و الكوفيين انظر أيضا مروج الذهب 3: 330- 331.

اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست