responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 228

أربعة فراسخ له خليج يجري فيه الماء إلى أجمة قصب. فأعجب ذلك عمر فدعا عتبة بن غزوان فبعثه في أربعين رجلا فيهم نافع بن الحارث بن كلدة. و أبو بكرة و زياد. فلما خرجوا قالت لهم أختهم: احملوني معكم. فحملوها. قال: فلما بصر بنا الديادبة [1] خرجوا هرّابا و جئنا فنزلنا القصر. فقال عتبة: ارتادوا لنا شيئا نأكله.

قال: فدخلنا الأجمة فإذا زنبيلان في أحدهما تمر و في الآخر أرز بقشره. فجبذناهما حتى أدنيناهما من القصر و أخرجنا ما فيهما. فقال عتبة هذا سمّ أعدّه لكم العدو- يعني الأرز- فلا تقربنه. فأخرجنا التمر و جعلنا نأكل منه. فإنّا لكذلك إذا نحن بفرس قد قطع. قيادة فأتى ذلك الأرز يأكل منه. فلقد رأيتنا نسعى إليه بشفارنا نريد ذبحه قبل أن يموت. فقال صاحبه أمسكوا عنه. احرسه الليلة فإن أحسست بموته ذبحته. فلما أصبحنا إذا الفرس يروث لا بأس عليه. فقالت أختي: يا أخي. إني سمعت أبي يقول إن السمّ لا يضر إذا نضج. فأخذت من الأرز تطبخه و جعلت توقد تحته ثم نادت: ألا إنّه يتفصّى عن حبيبة حمراء. ثم قالت: قد جعلت تكون بيضاء. فما زالت تطبخه حتى أنماط قشره فألقيناه في الجفنة. فقال عتبة: اذكروا اسم اللّه عليه و كلوه. فأكلوا منه فإذا هو طيب. قال [5 ب‌]: فجعلنا بعد نميط عنه قشره و نطبخه. فلقد رأيتني بعد ذلك و ما أجد منه شيئا إلّا و أنا أعدّ لولدي منه.

ثم إنّا التأمنا فبلغنا ستمائة رجل و ست نسوة إحداهن أختي. فقلنا ألا نسير إلى الأبلة فإنها مدينة حصينة، فسرنا إليها و معنا العنز [2] و عليها الخرق و سيوفنا.

و جعلنا للنساء رايات على قصب و أمرناهنّ أن يثرن التراب وراءنا حين يرون أنّا قد دنونا من المدينة. فلما دنونا منها صففنا أصحابنا. قال: و فيها ديادبتهم و قد أعدوا السفن في دجلة. فخرجوا علينا في الحديد مسومين لا ترى منهم إلّا الحذق.

قال: فو اللّه، ما خرج آخرهم حتى [رجع‌] [3] بعضهم على بعض قتلا. و ما قتلوا هم‌


[1] ديدبان: فارسية معناها الراصد أو المراقب الذي يوضع في المسالح لرصد ما يحدث و إخبار المركز العسكري بذلك. و قد جمعها المؤلف جمع تكسير.

[2] العنز: جمع عنزة و هي أطول من العصا و أقصر من الرمح و في رأسها زج (ياقوت: البصرة).

[3] زيادة من ياقوت.

اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست