و قال الهيثم بن عديّ: لم يقدم الكوفة أحد إلّا أحدث في هذا القصر شيئا، يعني الخورنق، فلمّا قدمه الضحّاك بن قيس بناه و عمره، فدخل عليه شريح القاضي فقال: أبا أميّة أ رأيت بناء قطّ أحسن منه؟ قال، نعم، قال: كذبت و أيّ بناء رأيته أحسن منه؟ قال: السماء. قال: و عن السماء سألتك أقسم لتسبّنّ أبا تراب [1].
قال: لا أفعل. قال: و لم؟ قال: لأنّا نعظّم أحياء قريش، و لا نسبّ موتاها، قال:
و بها الغريّان بناهما المنذر بن امرئ القيس، و هو ابن ماء السماء، و كان سبب ذلك أنه كان له نديمان من بني أسد خالد بن نضلة و عمرو بن مسعود و أنهما
[1] أبو تراب هو الإمام علي بن أبي طالب. و عن الضحاك انظر الطبري 5: 135 و الغارات للثقفي 2: 421. أما شريح فقد كان قاضيا للإمام علي ثم أصبح قاضيا أيضا سنين طويلة في الحكومة الأموية.
[2] الكوفي الحماني (معجم البلدان 2: 493) مادة (الخورنق).