responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 212

فليس بالبصرة منه واحدة. قال: أ فلست تعلم أنها أفضل من البصرة؟

ذكر الخورنق‌

قالوا: و من البناء المذكور الأبلق الفرد، و باليمن غمدان، و هو قصر من أعجب ما بنته الملوك، و قد ذكرنا خبره. و قصر نباج بناه الأخنس بن شهاب، و الهرمان‌ [1] بمصر و الإسكندرية و منارتها، و منف مدينة فرعون، و ملعب فامية بحمص، و تدمر بالشام، و إيوان أنوشروان و مأرب و شبديز و الخورنق بظهر الكوفة. و كان الذي بناه النعمان بن امرئ القيس، و هو ابن الشّقيقة بنت أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان فارس حليمة، ملك ثمانين سنة و بنى الخورنق في ستّين سنة، بناه له رجل روميّ. يقال له سنمّار، و كان يبني السنتين و الثلاثة ثم يغيب الخمس سنين، فيطلب فلا يوجد، ثم يأتي فيبني كذلك حتى أتت عليه ستّون سنة و فرغ من الخورنق، فصعده النعمان على دابّته فنظر إلى البحر تجاهه و البرّ خلفه، و رأى الحوت و الضبّ و الظبي و الطير و الظليم و النخل و الزرع فقال: ما رأيت مثل هذا البناء قطّ، فقال له سنمّار: أما أني أعلم موضع آجرّة لو زالت زال هذا القصر كلّه. فقال له النعمان: أ يعرفها أحد غيرك؟ قال: لا. قال: لا جرم لأدعنّها لا يعرفها أحد، ثم أمر فقذف سنمّار من فوق القصر فتقطّع، فضربت العرب به المثل فتقول: جازاني جزاء سنمّار، فقال الشاعر:

جزاني جزاه اللّه شرّ جزائه‌* * * جزاء سنمار و ما كان ذا ذنب‌

سوى رمّه البنيان ستّين حجّة* * * يعلّي عليه بالقراميد و السّكب‌

فلمّا رأى البنيان تمّ سحوقه‌* * * و آض كمثل الطّود ذي الباذخ الصّعب‌

و ظنّ سنمّار به كلّ خيرة* * * و فوز لديه بالمودّة و القرب‌

فقال: أقذفوا بالعلج من فوق رأسه‌* * * فهذا لعمر اللّه من أعجب الخطب‌ [2]


[1] في الأصل: الهرمين.

[2] الأبيات عشرة في الطبري 2: 66- 67 مع اختلاف ببعض الألفاظ.

اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست