responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 177

أهل الحصن فأخذ حصنها الشرقيّ عنوة، و عبر دجلة فصالحه أهل الحصن الآخر على الجزية و الأذن لمن أراد الجلاء في الجلاء، ثم فتح المرج و قراه و أرض بانهدرا و داسن و جميع معاقل الأكراد، و أوّل من اختطّ الموصل و أسكنها العرب، و مصّرها هرثمة بن عرفجة البارقيّ، و كان عمر عزل عتبة عن الموصل و ولّاها هرثمة، و كان بها الحصن و بيع النصارى و منازلهم و محلّة اليهود، فمصّرها هرثمة ثم بنى المسجد الجامع، ثم بنى بعدها الحديثة، و كانت قرية قديمة فيها بيعتان، فمصّرها، و أسكنها قوما من العرب فسمّيت الحديثة، لأنها بعد الموصل، و افتتح عتبة بن فرقد الطيرهان و تكريت، و آمن أهل حصن تكريت على أنفسهم و أموالهم، و سار في كورة باجرمق حتى صار إلى شهرزور [1].

و تكريت من كور الموصل، و بإزائها في البريّة مدينة الحضر على برّيّة سنجار، و بينها و بين دجلة خمسة عشر فرسخا، و بينها و بين الفرات خمسة عشر فرسخا، و هي مبنيّة بالحجارة البيض، بيوتها و سقفها و أبوابها، و هي على تلّ و لها ستّون برجا كبارا، و بين البرج و البرج تسعة أبراج صغار، على رأس كلّ برج قصر، و أسفله حمّام، و قد حمل عليها نهر الثّرثار، و يشقّ المدينة ثم يخرج، و على حافتي الثرثار القرى و الجنان، و الثرثار يخرج من سنجار و يصبّ في الفرات، و يحمل عليه السفن، و كان ملك الحضر السّاطرون ثم الضّيزن، و يقال: إنه كان على الحضر باب يغلقه رجل و لا يفتحه إلّا خلق كثير، و هو الذي قال فيه عديّ بن زيد:

و أخو الحضر إذ بناه و إذ* * * دجلة تجبى إليه و الخابور

و قال: الشرقيّ بن قطاميّ: لمّا افترقت قضاعة خرجت فرقة منهم إلى الجزيرة، و عليهم ملك يقال له الضيزن بن جبهلة، أحد الأحلاف، فنزلوا مدينة الحضر، و كان بناؤها، على طلسمين ألّا يهدمها إلّا حمامة ورقاء مطوّقة بحيض امرأة زرقاء، فأخرج ضيزن كلّ امرأة عارك‌ [2]، و غزا الضيزن في جميع قضاعة


[1] من قوله (و ولى عمر بن الخطاب، عتبة بن فرقد ...) إلى هنا في فتوح البلدان للبلاذري ص 327- 328.

[2] العارك: الحائض.

اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست