290 ه- و هو مؤكد طبعا بدليل سماع ابن لال منه- فلما ذا لا نجد في كتابه (البلدان) ما يشير إلى زمن أبعد من عام 289 ه- و هو آخر عام من خلافة المعتضد العباسي حيث ذكره و لم يترحم عليه مما يدل على أن المعتضد كان حيا آنذاك؟
المعروف أن المعتضد قد توفي لثمان بقين من شهر ربيع الآخر سنة 289 و قيل لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة 289 ه [1]. و عليه فإن تاريخ الانتهاء من تأليف البلدان كان في أواخر ذلك العام و أوائل 290 ه.
نرجح أنه بعد أن انتهى من تأليف كتابه هذا انهمك في عمله العلمي بوصفه محدّثا و في تأليف أعمال أخرى التي ذكر منها ابن النديم (ص 171) كتابه: ذكر الشعراء المحدثين و البلغاء منهم و المفحمين.
اسم المؤلف و عنوان الكتاب
هو أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم المعروف بابن الفقيه الهمذاني.
و قد و هم ياقوت في بعض مواضع من كتابه معجم البلدان فأسماه: محمد بن أحمد [2].
فاسمه هو أحمد بن محمد ... كما في آخر ورقة من مخطوطة المكتبة الرضوية التي ننشرها. و كما هو لدى ابن النديم الذي ألّف كتابه عام 377 ه.
ولدي حسن بن محمد القمي الذي ألّف كتابه عام 378 ه [3]. و الرافعي القزويني من أعلام القرن السادس [4]. إلّا أن العجب كل العجب أن يخلط إدوارد فنديك بينه و بين جغرافي آخر هو أبو محمد الحسن بن حمد بن يعقوب الهمداني
[2] انظر مثلا مادة (رومية) حيث قال «فهو من كتاب محمد بن أحمد الهمذاني المعروف بابن الفقيه» و كذلك المواد: زمزم. صنعاء. عانة. قصر شيرين. المحمدية. و في فهرست و ستنفلد لمعجم البلدان (ص 640) تنبيه إلى ذلك حيث قال إن الصحيح هو أحمد بن محمد.