responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإشارات إلى معرفة الزيارات المؤلف : الهروي، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 6

و كان من الطبيعى لدى الهروى- و هو الذي ارتحل من أجل رؤية الآثار و المزارات- أن يتجه اهتمامه إلى رؤية آثار مصر و مزاراتها، فهذه مصر ماثلة أمامه بآثارها القديمة، تحكى أمجاد هذا البلد العريق، و تكشف عن دوره الخالد فى خدمة الحضارة الإنسانية، و إذا كان الرحالة المسلمون على عهد الهروى و من بعده، قد باعد الزمان بينهم و بين هذه العصور السحيقة، فكانوا لا يعرفون حق المعرفة ما تمثله هذه الآثار و ما عليها من كتابات و نقوش، و من ثمّ كان عمل الهروى شاقّا و عسيرا فى كتاباته عن هذه المرحلة الهامة من تاريخ مصر: «و ذلك بسبب افتقار الباحثين فى التاريخ القديم من حيث الخبرة بالكشوف و اللغة الهير و غليفية، و هى أمور لم يصل العلم إلى كشف أسرارها إلا فى مطلع العصر الحديث، و لذا لم يكن عجبا أن يلتمس هذا الرحالة سبيله إلى هذه الحقبة الخالدة من تاريخ مصر عن طريق القصص التى رددتها شفاه المعاصرين له، و التى امتلأت بها مجالسهم الخاصة و العامة، و لا ينقص من قيمة هذه المحاولة أن القصص التى سردها الهروى حفلت بالخيال الواسع، أو لأنها ابتعدت عن منهج البحث الذي نعرفه فى وقتنا الحاضر، إذ يكفى هذا الرحالة فخرا أنه نجح فى إشارة غريزة حب الاستطلاع عند المصريين فى تاريخ وطنهم القديم، و تلمس الروابط القيمة بين حاضرهم إذ ذاك و ماضيهم التليد» [1].

و لم تكن الآثار و عجائب المبانى بمصر هى التى شدت انتباه الهروى فحسب، بل إن نيلها وجوها و نباتها و زهورها كان له فى نفس الهروى الشي‌ء الكثير، و فى ذلك يقول: «فإن ديار مصر و نيلها من عجائب الدنيا، و رأيت بها فى آن واحد مجتمع وردا ثلاثة ألوان، و ياسمينا، و نيلوفرا لونين، و آسا، و نسرينا و ريحانا و نبقا و أترنجا و ليمونا مركبا و موزا و جميزا و حصرما و عنبا و تينا أخضر و لوزا و فقوسا و بطيخا و باذنجان و باقلا أخضر و خسا و البقول و الرمان و هيلونا و قصب السكر».

كما يعجب بمبانى مصر و مقابرها الأثرية بالصعيد.

هذا و قد اعتمد ياقوت فى كتاباته إلى حد كبير على المواد التى تناولها الهروى فى كتاباته، و نقل الكثير منها نقلا حرفيّا.


[1] د. العدوى: ابن عبد الحكم ص 64- 65.

اسم الکتاب : الإشارات إلى معرفة الزيارات المؤلف : الهروي، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست