responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإشارات إلى معرفة الزيارات المؤلف : الهروي، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 41

أسماءهما، و اللّه أعلم بذلك، و نيل: مصر من عجائب الدنيا و ليس فى الربع المسكون ما يشاكله غير نهر الملتان بالهند و هو نهر يخرج أصله من جيحون و يظهر ناحية الملتان، و هو مثل النيل فى حلاوته و زيادته و نقصانه، و يزرع عليه، و فيه تماسيح و فرس البحر على هيئة النيل.

الطريق من الجيزة إلى مصر القديمة

الأهرام:

من عجائب الدنيا، و ليس على وجه الأرض شرقيها و غربيها عمارة أعجب منها و لا أعظم و لا أرفع، و رأيت بديار مصر أهراما كثيرة منها خمسة كبار و الباقى صغار، فأما الكبار فاثنان عند الجيزة و اثنان عند قرية يقال لها: دهشور، و هرم عند قرية يقال لها:

ميدوم، و قد اختلفت أقاويل الناس فيها و فيمن بناها و ما أريد بها، فمنهم من قال: «إنها قبور الملوك» و منهم من قال: «إنما عملوها خوفا من الطوفان» و هى مربعة على هذا المثال كل وجه من الهرم على هذه الهيئة، مساحة كل وجه منها على وجه الأرض تزيد على أربعمائة ذراع، و ارتفاعها فى الجو يقارب أربعمائة بذراع العظم و ينتهى رأس الهرم إلى مقدار ثمانية أذرع.

و قيل: إن المأمون فتح هرما منها، و هو أحد الهرمين اللذين عند الجيزة فوجدوا داخله بئرا مربعة فى تربيعها أبواب يفضى كل باب منها إلى بيت فيه موتى بأكفانهم، و قيل:

إنهم دخلوا و وجدوا فى رأس هذا الهرم بيتا فيه حوض من الصخر على مثال القبر و فيه صنم كالآدمى من الدهنج، و فى وسطه إنسان عليه درع من ذهب مرصع بالجوهر و على صدره سيف لا قيمة له و عند رأسه حجر ياقوت كالبيضة ضوؤه كالنار.

يقول مؤلف هذا الكتاب: دخلت إلى هذا الهرم و صعدت إليه و رأيت هذا الحوض و أصح ما قيل فيها: إنما عملوها خوفا من الطوفان و كنزوا فيها أموالهم و رقموا عليها علومهم فلم ينفعهم من ذلك شى‌ء و اندرست آثارهم و ذهبت أموالهم و بقيت أخبارهم، و الكتابة التى عليها بقلم الطير لا يعلمه أحد فى الدنيا، و كذلك البرابى ببلاد الصعيد لا يحل قلمها أحد، و لا بد أن نذكر فى كتاب العجائب و الآثار و الأصنام و الطلسمات جميع ما سمعناه من أخبار الأهرام و الصنم و أبى الهول و جميع البرابى ببلاد الصعيد و حديث الصنم الذي يقال له السيدة بدرب السيدة بمصر و مسالّ فرعون، إن شاء اللّه تعالى.

اسم الکتاب : الإشارات إلى معرفة الزيارات المؤلف : الهروي، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست