responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : انساب الاشراف للبلاذري المؤلف : البلاذري    الجزء : 1  صفحة : 340
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون، فأتى بدرًا للموعد، ولم يأت أَبُو سُفْيَان ودسّ نُعَيْم بْن مَسْعُود الأشجعي إلى المسلمين ليخوّفهم كثرة المشركين وعدّتهم وتثبطهم [1] . فلما أخبرهم بذلك، قَالُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [2] . وكانت بدر الصفراء موسمًا للعرب، يتبايع بها. فتجر المسلمون فربحوا. فأنزل اللَّه عزَّ وجلَّ:
الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ) ، إلى قوله (مُؤْمِنِينَ [3] . يعنى بالفضل ما قالوا من الربح. وقوله (يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) [4] ، أي يخوّف النَّاس أولياءه. وكان خَلِيفَةُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المدينة عَبْد اللَّه بْن رواحة الخزرجي. فأقام المسلمون ببدر الصفراء ثمانية أيام. وبعض الرواة يَقُولُ «بدر الصغرى» . وقال حسان بن ثابت [5] :
وعدنا أبا سُفْيَان بدرًا فلم نجد ... لموعده صدقًا وما كَانَ وافيًا

727- ثُمَّ غزاة ذات الرِّقاع،
وكانت لعشر خلون من المحرم سنة خمس. وإنما سميت ذات الرقاع لأنها كانت عند جبل فِيهِ بقع حمر وبيض وسود كأنها رقاع.
وسببها أن بني أنمار بْن بغيض، وبني سعد بْن ثعلبة بْن ذبيان بْن بغيض جمعوا جمعًا لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عظيما. فلما دنا منهم، وعاينوا عسكره، ولواعن المسلمين وكرهوا لقاءهم فتسنموا الجبل وتعلقوا فِي قُلّته. فانصرف رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يلق كيدًا/ 164/ واستاق لهم نعمًا وشاءً. وفي هَذِهِ الغزاة صلى صلاة الخوف مخشاة أن يكرّوا عَلَيْهِ. وَكَانَ خليفته عَلَى الْمَدِينَة عُثْمَان بْن عَفَّان.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَرَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالا، ثنا عارم [6] ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي صَلاةِ الْخَوْفِ، قَالَ: يُصَلِّي بِطَائِفَةٍ وَيَقُومُ طَائِفَةٌ حِيَالَ الْعَدُوِّ، فيصلى بهؤلاء

[1] خ: يثبطهم.
[2] القرآن، آل عمران (3/ 173) .
[3] أيضا (3/ 173- 175) .
[4] أيضا 3/ 175.
[5] ليس في ديوانه المطبوع ولكن راجع ابن هشام، ص 166، وزاد أبياتا وعزاها إلى كعب بن مالك.
[6] كذا في الأصل، بالعين.
اسم الکتاب : انساب الاشراف للبلاذري المؤلف : البلاذري    الجزء : 1  صفحة : 340
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست