responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانساب للصحاري المؤلف : الصحاري    الجزء : 1  صفحة : 9
هشام بن محمد، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: أهْبِطَ آدم بالهند وحواء بجدة، فجاء في طلبها حتى اجتمعا فازدلفت إليه حواء، فلذلك سُمِّيت المُزَدَلِفة، وتعارفا بعرفات، فلذلك سُمِّيَت عَرَفات، واجتمعا بجمع فلذلك سميت جمعاً. قال: وأهبط آدم على جبل بالهند يقال له نود.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال. خلق الله آدم يوم الجمعة، وفيه أهْبِط، وفيه تُوُفي آدم، وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئا إلا أعطاه الله، مالم يسأل مأثماً أو قطيعة رَحِم، وفيه تقوم الساعة، وما من ملك مقرب وسماء ولا جبل ولا أرض ولا ريح ولا بحر إلا هو مشفق من يوم الجمعة أن تقوم فيه الساعة.
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " خير يوم طلعت الشمس عليه يوم الجمعة، فيه خلق الله آدم، وفيه أسكنه الجنة، وفيه أخرجه منها ".
وعن أبي هريرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سيد الأيام يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة ".
وبإسناده، عن سعد ابن عبادة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن في الجمعة خمس خلال، فيه خلق الله آدم، وفيه أهبط الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئاً إلا، أعطاه ما لم يسأل مأثما أو قطيعة رحم، وفيه تقوم الساعة، وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا جبل وريح إلا وهو مشفق من يوم الجمعة ".
قال: ومسخ الله الحية وجعلها تمشي على بطنها، وتأكل التراب، لإدخالها إبليس الجنة، وجعل بينها وبين آدم وحواء العداوة وابتلى حَوَّاء بكثرة الأوجاع. والحيض، والحبل، والولادة، بالألم وتُرَدُّ إلى بعلها ويكون مُسَلَّطا عليها.
وقال لآدم: ملعونة الأرض من أجلك وتنبت الحاج والشوك وتأكل منها بالشقاء ورشح الجبين، حتى تعود إلى التراب من أجل أنك تراب. وسمى الله عزَّ وجلّ امرأته حَوَّاء، لأنها أم كل حَيّ وألبسها وإياه سَرَابِيل مِنْ جُلُود.
وقيل: إن آدم لما علم بخطيئته بكى واشتد بكاؤه على خطيئته، وندم عليها، وسأل الله قبول توبته وغفارن خطيئته، فقال في مسألته إياه ما شاء من ذلك كما حُدِّثنا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس) فَتَلَّقى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْه (قال: أي يا رب، ألم تخلقني بيدك، قال بلى. قال: أي يا رب ألم تَنْفُخ فيّ من روحك؟ قال: بلى. قال: أي يا رب، ألم تُسْكِنّي جنتك؟ قال: بللا. قال أي يا رب، ألم تَسْبِقْ رحمتك غضبَك؟ قال بل. قال: أرأيت إن تُبْتُ وأصلحتُ أرَاجعي أنت إلى الجنة؟ قال: بلى، فهو قوله تعالى) فَتَلَقَّى آدمُ مِنْ رَبّه كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلْيه (.
وقيل في قوله تعالى) فَتَلَقّى آدَمً مْنِ رَبّه كَلَمَاتِ (قال الحسن: إنما قالا) ربنا ظَلَمْنَا أنْفُسَنَا وإنْ لَمْ تَغْفِر لَنَا وتَرحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرين (.
قال ولما تاب الله على آدم وأمره أن يسير إلى مكة، فطوى له الأرض وقبض عنه المفاوز فلم يضع قدمه في شيء من الأرض إلا صار عُمْرَاناً، حتى انتهى إلى مكة، فذكر: أنه التقى هو وحواء بَعَرَفات فتعارفا فسُميَّت عَرَفات، واجتمعا بجمع فسُميَّت جمعا.

اسم الکتاب : الانساب للصحاري المؤلف : الصحاري    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست