responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سير السلف الصالحين لاسماعيل بن محمد الاصبهاني المؤلف : الأصبهاني، إسماعيل بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 1297
اسْكُتُوا حَتَّى يَقُومُ أَبُوكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ ثُمَّ افْعَلُوا مَا شِئْتُمْ، لِأَنَّهُ كَانَ يَغِيبُ فِي الْمِحْرَابِ وَالصَّلَاةِ عَنْ جَلَبَةِ الصِّبْيَانِ مِنْ قُوَّةِ حَالِهِ.
قَالَ عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ: كُنْتُ فِي ابْتِدَاءِ أَمْرِي أَطْلُبُ مَنْ أَصْحَبُهُ مِنْ أَهْلِ النُّسُكِ وَالتَّصَوُّفِ، فَرَأَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَيْوِيَةَ وَسَأَلْتُهُ الصُّحْبَةَ فَأَمَرَنِي بِالْخُلْوَةِ وَالانْفِرَادِ وَأَوْصَانِي أَنْ لَا آكُلَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ شَيْئًا ثُمَّ آتِهِ.
قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى خُلْوَتِي وَنَسِيتُ وَعْدَهُ فَلَمْ آتِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ لَقِيتُهُ فِي الْجَامِعِ، فَقَالَ: أَلَيْسَ وَعَدْتَنِي أَنْ تَأْتِيَنِي؟ قُلْتُ: نَسِيتُ الْوَعْدَ، قَالَ: وَهَلْ أَكَلْتَ شَيْئًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ وَيْحُكَ أَنَا وَافَقْتُكَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا أَبْطَأْتَ لَمْ آكُلْ وَلَمْ أَشْرَبْ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَكَانَ أُسْبُوعًا، فَأَخَذَ مِنْ سِقَايَةِ الْمَسْجِدِ شَرْبَةَ مَاءٍ وَشَرِبَهَا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَصَّارُ: كُنْتُ بِمَكَّةَ وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَيْوِيَةَ مَعَنَا فِي الْحَجِّ تِلْكَ السَّنَةِ، فَاعْتَلَّ بِمَكَّةَ عِلَّةً شَدِيدَةً، فَطَبَخَ بَعْضُ الْمِصْرِيِّينَ قَدْرًا بِحَبِّ الرُّمَّانِ فَحَمَلَ إِلَيْهِ قَلِيلَ مَرَقٍ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: لَا أُرِيدُهُ.
فَأَلْحَحْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي عَاهَدْتُ اللَّهَ مُنْذُ كَذَا سَنَةٍ أَنْ لَا آكُلَ الْفَوَاكِهِ، وَحَبُّ الرُّمَّانِ مِنَ الْفَوَاكِهِ، قَالَ: فَزَادَتْ عَلَيْهِ الْعِلَّةُ، وَوَقَعَ فِيهِ الْقُمَّلُ الْكَثِيرُ حَتَّى فَرَّ مِنْهُ النَّاسُ وَالْأَصْحَابُ، فَحَجَّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ثُمَّ مَاتَ فِي الْبَادِيَةِ.

اسم الکتاب : سير السلف الصالحين لاسماعيل بن محمد الاصبهاني المؤلف : الأصبهاني، إسماعيل بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 1297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست