responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رجال المعلقات العشر المؤلف : الغلاييني، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 32
رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم، ... قطينا بها، حتى إذا نبت البقل
وفيهم مقامات حسان وجوههم، ... وأندية ينتابها القول والفعل
على مكتريهم رزق من يعتريهم، ... وعند المقلين السماحة والبذل
وإن قام فيهم حامل قال قاعد: ... هديت، فلا غرم عليك، ولا خذل
وما يك من خير أتوه فإنما ... توارثه آباء آبائهم قبل
وهل ينبت الخطي إلا وشيجه؟، ... وتغرس إلا في منابتها النخل؟
والبيت الأخير مما يتمثل به.
ومن محاسن شعره قوله يمدح (الحارث بن ورقاء) ويهجو قومه:
أبلغ بني نوفل عني (فقد بلغوا ... مني الحفيظة لما جاءني الخبر)
أن ابن ورقاء لا تخشى غوائله، ... لكن وقائعه في الحرب تنتظر
لولا ابن ورقاء والمجد التليد له ... كانوا قليلا، فما عزوا ولا كثروا
المجد في غيرهم، لولا مآثره، ... وصبره نفسه، والحرب تستعر
أولى لهم، ثم أولى أن تصيبهم ... مني بواقر، لا تبقي ولا تذر
وأن يعلل ركبان المطي بهم ... بكل قافية شنعاء تشتهر
وسبب هذه الأبيات أن (الحارث بن ورقاء الصيداوي) من بني (أسد) أغار على (بني عبد الله بن غطفان) ، فغنم وأخذ إبل (زهير) وغلامه "يسارا". فهجاه "زهير" بقصيدة، فلم يلتفت إليها "الحارث". فهجاه ثانية. فقال له قومه: أقتل يسارا غلام زهير. فأبى عليهم ذلك وكساه ورده. فمدحه "زهير" بهذه الأبيات.
ومن حكمته العالية قوله:
إذا أنت لم تقصر عن الجهل والخنا ... أصبت حليما، أو أصابك جاهل
ومن مدائحه في (هرم بن سنان) قوله:
قف بالديار التي لم يعفها القدم، ... بلى، وغيرها الأرواح والديم
لا الدار غيرها بعدي الأنيس، ولا ... بالدار
لو كلمت ذا حاجة
صمم
ومنها:
إن البخيل ملوم حيث كان، ولكن ... الجواد على علاته هرم
هو الجواد الذي يعطيك نائله ... عفوا. ويظلم أحيانا، فيظلم
وان أتاه خليل يوم مسألة ... يقول لا غائب مالي ولا حرم
ومنها:
ومن ضريبته التقوى ويعصمه ... من سيء العثرات لله والرحم
مورث المجد، لا يغتال همته ... عن الرياسة لا عجز ولا سأم
كالهنداواني لا يخزيك مشهده ... وسط السيوف، إذا ما تضرب البهم
ومن مدائحه فيه قوله أيضا:
لمن طلل برامة لا يريم، ... عفا وأحاله عهد قديم
تطالعني خيالات لسلمى ... كما يتطالع الدين الغريم
ومنها:
لعمر أبيك ما هرم بن سلمى ... بملحي، إذا اللؤماء ليموا
ولا ساهي الفؤاد ولا عيي ... اللسان إذا تشاجرت الخصوم
أراه غيثنا في كل عام، ... يلوذ به المخول والعديم
وعود قومه هرم عليه ... ومن عاداته الخلق الكريم
كذلك خيمهم، ولكل قوم ...
إذا مستهم الضراء
خيم
له في الذاهبين أروم صدق ... وكان لكل ذي حسب أروم
ومن محاسن شعره الذي جمع بين الحكمة والموعظة والرونق قوله:
ألا ليت شعري، هل يرى الناس ما أرى ... من الأمر؟، أو يبدو لهم ما بدا ليا؟:
بدا لي أن الناس تفنى نفوسهم ... وأموالهم، ولا أرى الدهر فانيا
وأني متى أهبط من الأرض تلعة ... أجد أعثرا قبلي جديدا وعافيا
أراني إذا أمسيت أمسيت ذا هوى، ... فثم إذا أصبحت أصبحت غاديا
إلى حفرة أهوي إليها مصمة، ... يحث إليها سائق من ورائيا
بدا لي أن الله حق، فزادني ... إلى الحق تقوى الله ما كان باديا
بدا لي أني لست مدرك ما مضى، ... ولا سابق شيئا إذا كان جائيا
أراني إذا ما شئت لاقيت آية، ... تذكرني بعض الذي كنت ناسيا
وما إن أرى نفسي تقيها منيتي، ... وما إن تقي نفسي كرائم ماليا
ألم تر أن الله أهلك تبعا، ... وأهلك لقمان بن عاد وعاديا؟
وأهلك ذا القرنين من قبل ما ترى، ... وفرعون جبارا طغى، والنجاشيا؟
ألم تر للنعمان كان بنجوة ... من الشر، لو أن أمرأ كان ناجيا
فغير منه رشد عشرين حجة ... من الدهر يوم واحد كان غاويا

اسم الکتاب : رجال المعلقات العشر المؤلف : الغلاييني، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست