responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهذيب الاسماء واللغات المؤلف : النووي، أبو زكريا    الجزء : 1  صفحة : 32
فى الحق سواء.
وما عاب طعامًا قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه، ولا يأكل متكئًا ولا على خوان، ويأكل ما تيسر، ولا يمتنع من مباح ما، وكان يحب الحلواء والعسل، ويعجبه الدباء، وهو اليقطين، وقال: "نعم الإدام الخل" [1] ، و"فضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" (2)
) ، وكان أحب الشاة إليه الذراع. وقال أبو هريرة، رضى الله عنه: خرج رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير، يعنى للعدم، وكان يأتى الشهر والشهران لا يوقد فى بيت من بيوته نار.
وكان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، ويكافىء على الهدية. ويخصف النعل، ويرقع الثوب، ويعود المريض، ويجيب من دعاه من غنى أو فقير، أو دنى أو شريف، ولا يحتقر أحدًا، وكان يقعد تارة القرفصاء، وتارة متربعًا، واتكأ فى أوقات، وفى كثير من الأوقات أو فى أكثرها محتبيًا بيديه، وكان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقهن، ويتنفس فى الشراب بالإناء ثلاثًا خارج الإناء. ويتكلم بجوامع الكلم، ويعيد الكلمة ثلاثًا لتفهم، وكلامه بَيِّن يفهمه من سمعه، ولا يتكلم فى غير حاجة، ولا يقعد ولا يقوم إلا على ذكر الله تعالى، وركب الفرس والبعير والحمار والبغلة، وأردف معه خلفه على ناقة وعلى حمار، ولا يدع أحدًا يمشى خلفه.
وعصب على بطنه الحجر من الجوع، وكان يبيت هو وأهله الليالى طاويين، وفراشه من أدم حشوه ليف، وكان متقللاً من أمتعة الدنيا كلها، وقد أعطاه الله تعالى مفاتيح خزائن الأرض كلها فأبى أن يأخذها واختار الآخرة عليها، وكان كثير الذكر، دائم الفكر، جل ضحكه التبسم، وضحك فى أوقات حتى بدت نواجذه وهى الأنياب، ويحب الطيب، ويكره الريح الكريهة، ويمزح ولا يقول إلا حقًا، ويقبل عذر المعتذر إليه، وكان كما وصفه الله تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 128] ، وقال تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} [التوبة: 103] .
وكانت معاتبته تعريضًا: "ما بال قوم يشترطون شروطًا ليست فى كتاب الله تعالى" [3] . ونحو ذلك، ويأمر بالرفق ويحث عليه، وينهى عن العنف، ويحث على العفو والصفح ومكارم الأخلاق، ويحب التيمن فى طهوره وترجله

[1] أورده السيوطى فى الكبير وعزاه لأبى عوانة، والحكيم عن أنس. الطيالسى، وأحمد، والدارمى، ومسلم، والنسائى، وأبى داود، والترمذى، وابن ماجه عن جابر. تمام، وابن عساكر عن عمر بن عبد العزيز عن أمه أم عاصم عن أبيها عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه. أبى عوانة، والطبرانى عن ابن عباس. مسلم، والترمذى، وابن ماجه عن عائشة. الطبرانى عن السائب بن يزيد) .
(2) حديث أنس: أخرجه أحمد (3/156، رقم 12619) ، والبخارى (3/1375، رقم 3559) ، ومسلم (4/1895، رقم 2446) ، والترمذى (5/706، رقم 3887) وقال: حسن. والنسائى (7/68، رقم 3948) ، وابن ماجه (2/1092، رقم 3281) ، والدارمى (2/144، رقم 2069) ، وابن حبان (16/50، رقم 7113) . وأخرجه أيضًا: ابن أبى شيبة
(6/390، رقم 32281) ، والطبرانى فى الأوسط (2/369، رقم 2256) .
حديث أبى موسى: أخرجه النسائى (7/68، رقم 3947) .
حديث عائشة: أخرجه أحمد (6/159، رقم 25299) والنسائى (7/68، رقم 3948) وأخرجه أيضًا: إسحاق بن راهويه (2/486، رقم 1068) ، وابن حبان (16/52، رقم 7115) .
حديث سعد: أخرجه أبو نعيم فى الحلية (9/25) . وأخرجه أيضًا: الطبرانى فى الأوسط (2/278، رقم 1978) . قال الهيثمى (9/243) : رجاله رجال الصحيح.
حديث معاوية بن قرة عن أبيه: أخرجه الحاكم (3/677، رقم 6483) ، والطبرانى (19/28، رقم 60) . قال الهيثمى فى مجمع الزوائد (9/243) : إسناده حسن.
حديث عبد الرحمن بن عوف: أخرجه الطبرانى (23/42، رقم 108) . قال الهيثمى (9/243: رجاله رجال الصحيح إلا أن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه.
[3] أخرجه عبد الرزاق (7/248، رقم 13006) ، والبخارى (2/981، رقم 2584) ، ومسلم (2/1142، رقم 1504) ، وأبو داود (4/21، رقم 3929) ، والترمذى (4/436، رقم 2124) ، وقال: حسن صحيح. والنسائى (7/305، رقم 4655) ، وابن ماجه (2/842، رقم 2521) .
اسم الکتاب : تهذيب الاسماء واللغات المؤلف : النووي، أبو زكريا    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست