responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوافي بالوفيات المؤلف : الصفدي    الجزء : 27  صفحة : 247
بَين منزلتين وَقَالَ فِي أَصْحَاب وقْعَة الْجمل وصفتين من الْفَرِيقَيْنِ أَحدهمَا مخطىء لَا بِعَيْنِه وشكّ فِي عَدَالَة عَليّ وللديه الْحسن وَالْحُسَيْن وَابْن عَبَّاس وعائشةَ وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر رَضِي الله عَنْهُم وَقَالَ لَو شهِد عِنْدِي عَليّ وَطَلْحَة على نَاقَة بَقِلٍ لم أحكُم بِشَهَادَتِهِمَا لِأَن أَحدهمَا فاسقٌ لَا بِعَيْنِه وَلَا أعرفهُ فجوّز الفِسق على هَؤُلَاءِ السَّادة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْده أَن الْفَاسِق مخلّد فِي النَّار نَعُوذ بِاللَّه من الضلال والخِذلان وَكَانَ وَاصل أحدُ الْأَعَاجِيب وَذَلِكَ أَنه كَانَ يسمَّى خطيب الْمُعْتَزلَة لبلاغته وفصاحته وَقدرته على الْكَلَام وَكَانَ يلثَغ بالراء لُثغَةً قبيحةً وَكَانَ يتَجَنَّب الرَّاء فِي كَلَامه فَلَا يكَاد يُسمع مِنْهُ كلمة فِيهَا راءٌ وَلَا يفطَن بِهِ وَقَالَ فِيهِ بعض الشُّعَرَاء
(وَيجْعَل البُرَّ قَمحاً فِي تصرُّفه ... وَخَالف الراءَ حَتَّى احتالَ للشَعَرِ)

(وَلم يُطِق مَطَراًوالقول يُعجِله ... فجَاء بالغَيثِ إشفاقاً من الْمَطَر)
وَيُقَال إِنَّه امتحن حَتَّى أَنه يقْرَأ أول سُورَة بَرَاءَة فَقَالَ من غير فكرٍ وَلَا رَوِية عهدٌ من الله ونبيهِ إِلَى الَّذين عاهدتم من الْفَاسِقين فسيحوا فِي البسيطة هِلالين وهِلالين وبلغه أنَّ بشَّار بن بُردٍ الْأَعْمَى الشَّاعِر هجاه فَقَالَ غير مفكرٍ أما لهَذَا الْأَعْمَى المكنى بِأبي مُعاذ مَن يقْتله أما وَالله لَوْلَا أَن الغِيلةَ خُلُق من أَخْلَاق الغالية لبعثتُ إِلَيْهِ من يَبعَجُ بَطْنه على مضجعه ثمَّ لَا)
يكون إلاّ سَدوسيّاً أَو عُقليّاً وَلم يأتِ فِي كَلَامه براءٍ لِأَنَّهُ قَالَ أَبُو معاذٍ وَلم يقل المُرَعَّث وَلَا بشّاراً وَقَالَ يبعَج ولميقل يبقُر وَقَالَ مضجعَه وَلم يقل فرَاشه وَقَالَ الغيلة وَلم يقل الغَدر وَقَالَ الغالية وَلم يقل المغيريّة وَلَا المنصورية وَأَرَادَ بِذكر عُقَيل وسدوس مَا كَانَ يذكرهُ بشار بن بردٍ من الاعتزاء إِلَيْهِمَا وَقَالَ الأرجاني
(هجرَ الرَّاء واصلُ بنُ عطاءٍ ... فِي خطاب الوَرى من الخطباءِ)

(وَأَنا سَوف أهجُر الْقَاف وَالرَّاء ... مَعَ الضَّاد من حُروف الهجاء)
وَقَالَ بعض الشُّعَرَاء
(وَلما رأيتُ الشيبَ رَاء بعارضي ... تيقّنتُ أنّ الْوَصْل لي مِنْك واصلُ)
وَقَالَ أخر فِي مليح النغ
(اعد لَفظه لوان وأصل حَاضر ... ليسمعها مَا اسقط الرَّاء وصل)
وَقد أورد المرزباني فِي كِتَابه المرشد فِي أَخْبَار الْمُتَكَلِّمين خطْبَة خطب بهَا وَاصل بن عطاءٍ بِحَضْرَة عبد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز لما وَلِي الْعرَاق وَصَارَ إِلَى الْبَصْرَة وامر بِحَفر النَّهر الَّذِي يُنسب إِلَيْهِ وَهِي خُطبة بليغة الْمعَانِي فصيحة الْأَلْفَاظ طَوِيلَة جدا لَيْسَ فِيهَا راءٍ ولد سنة ثَمَانِينَ بِالْمَدِينَةِ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَله كتاب التَّوْبَة كتاب

اسم الکتاب : الوافي بالوفيات المؤلف : الصفدي    الجزء : 27  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست