responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الملحق التابع للبدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع المؤلف : مُحَمَّد زَبَارَة    الجزء : 2  صفحة : 83
والفرار عَن النَّاس وَطلب الْحَلَال الطلق وَانْقطع إِلَى الله تَعَالَى وَلم يجمع بَين قميصين وَلَا عمامتين وَلَا عباءتين وَلَا غَيرهَا من الملبوس وَكَانَ إِذا طَال كمه على كَفه قطع الْكمّ وَلم يلبس جنبية مُدَّة عمره وَلم يملك بَيْتا وَلَا ضَيْعَة وَلَا شَجَرَة وَكَانَ عَمه الرئيس مُحَمَّد بن على بن الْحُسَيْن بن المهدى يَسُوق إِلَيْهِ جراية طَعَاما ودراهم وَسمنًا وسليطا وَغير ذَلِك فرآها بِعَين بصيرته لَا تسوغ لَهُ وَهُوَ هاشمى فَردهَا على عَمه وَكَانَت لَهُ جراية من بُسْتَان عِنَب يدرس بهَا كتاب الله تَعَالَى للْمُوصى ثمَّ نبذها لبَعض وَرَثَة الْمُوصى وَطَلَبه الإِمَام المهدى للصَّلَاة بِالنَّاسِ بمسجده الذى بناه بالبستان وَسَماهُ مَسْجِد التَّقْوَى فَقَامَ بِتِلْكَ الْوَظِيفَة فَقيل لَهُ فِي بعض الْأَيَّام قد استدعاك الإِمَام المهدى ففر عَن الْمَسْجِد واختفى ثمَّ أرسل لَهُ ثَانِيَة فاختفى فَقَامَ بِالْإِمَامَةِ أحد أَوْلَاده وعذره المهدى وَكَانَ حسن الْخط سَرِيعا حِين يكْتب وَكتب بِيَدِهِ أَكثر من ثَلَاثمِائَة مُجَلد وَكَانَ شَاعِرًا مجيدا كثير الزواج مطلاقا وَورث من بعض زَوْجَاته مَا يساوى مائَة ريال فَلم يمر عَلَيْهِ شهر حَتَّى أنفقهُ فِي وُجُوه الْخَيْر وَمن شعره متغزلا فِي أَيَّام شبابه وَفِيه حسن التَّعْلِيل البديع
(جيدك يَا زَيْنَب وَالْقلب قد ... فاق على غُصْن النقا والضيا)
(لَا غروان زِدْت بأمرين فِي ... الْجمال قد زِدْت على الزين يَا)
وَله فِي الجناس التَّام وَقد سمع بعض آل الإِمَام يتلهف على تَفْرِيق المهدى الْعَبَّاس للأصحاب فاخر اللبَاس فَقَالَ
(صبرا على هَذَا الزَّمَان وَأَهله ... فملوكه قد أَصْبحُوا أَمْلَاك سو)
(فأرج الْإِلَه وَلَا تسل عَنْهُم كسوا ... فِي الْعِيد من يعتادها أم لَا كسو)

اسم الکتاب : الملحق التابع للبدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع المؤلف : مُحَمَّد زَبَارَة    الجزء : 2  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست